الخميس، 23 يونيو 2011

القصقوصة السادسة عشر (آخر يوم)


بمنسبة مرور عشرة أعوام باليوم و الساعه و الثانيه, تذكرت هذا اليوم إنه آخر يوم في الكليه هو أطول يوم يُلخّص خمس سنوات مرّت من عمرنا , وجدت بالصدفه في إحدى كراساتي  القديمه  إنطبعاتي عن هذا اليوم لأني كنت مغرمه يتسجيل تفاصيل الأيام المهمه و المؤثره في حياتي, و بالرغم أني وجدت الكثير من المشاعر المتباينه فوق السطور الا أن ماخفي و ما وراء الكلمات كان أكبر بكثير و هذا هو ما هالني تذكره.

بعد الامتحان إنطلق الجميع بين تقطيع أوراق الملازم الدراسيه, تكسير عدد كبير من القلل, اشعال الصواريخ و البمب, التسكع هنا و هناك, و لمن لا يعرف صيدلة القاهره هي كمساحه مدرسة, صغيره جداً نكاد نحفظ وجوه بعضنا, البعض كان يزغرد و يضحك و البعض كان مكتئب و آخرين لم يبدوا أي إهتمام و كأنه يوم عادي, طبعاً أنا كنت من المكتئبين لأسباب عديده ذكرتها في أوراقي.

منها أني دخلت الكليه بمفاهيم و عادات بريئه و صدمت كثيراً في التعامل مع واقع مليئ بالمفاهيم المختلفه التي بدت لي وقتها منتهى القسوة و الزيف و اللؤم الآن أراها الدنيا لا شئ سواها, كنت مكتئبه أيضاً لأني لم أصادف حباً حقيقياً خلال السنوات الخمس, لأني سأفتقد إشتياقي للكليه في الأجازات و تفكيري كل يوم ماذا سأرتدي  و لأني سأنفصل عن حياة التلمذه و المجتمع الذي تعودت عليه و عرفت خيره و شره و سأخرج لمواجهة شئ أكثر صخباً و غموضاً, لكن أكثر شئ كان مُحبِط بالنسبة لي أنه لم يعد بإستطاعتي أن أقول "عندما أكبر ســ...." لقد كبرت بالفعل.

ما لم أكتبه في أوراقي هو دموع صديقتي التي كانت تحب من طرف واحد لثلاث سنوات و هذا اليوم كان عليها أن تودع حبيبها بصمت أيضاً بنظرات حزينه لم يعرها انتباهاً لأنه كان مشغول بالضحك و الثرثره مع أخريات, لم أكتب أيضاً عن صديقتي التي قررت أخيراً أن تواجه زميل لنا بأنها لم تعد تحبه لسبب لا تعرفه, أظنه النضوج, و صديقه أخرى وافقت على عرض زميل لنا بأن يتقدم لخطبتها رغم ظروفه و وعدته أن تقف بجانبه مهما حدث.

في هذا اليوم أتى صيدلي عرفته في فترة التمرين, كان قد طلب مني مقابلة والدي و رفضت, وجدته بمجرد أن خرجت من قاعة الامتحان و حاول أن يقنعني أن أفكر مره أخرى في الموضوع, لكن كالعاده ردودي كانت قاطعه, كنت أخشى أن أُعلّق أحدهم ثم أخلى به, و في نفس اليوم  توسطت زميله بيني و بين زميل كلفها أن تخبرني بأنه يود أن يتقدم لخطبتي, و برغم أني رفضته الا أنه كان مصرّ فتقدم لي بعدها عدة مرات كان آخرها و أنا مخطوبه :), لأنه لم يكن يعلم.

كان يوم طويييييل لم نشعر بحرارته خرج في نهايته معظم الناس في خروجات متعدده أكبرها كانت رحله نيليه, لم أشاركهم الخروج كعادتي طوال السنوات لأني لم أكن اجتماعيه بحد كبير و لأن أبي مُحافظ أحياناً زياده عن اللزوم, أنا لا أنسى أن أول مره أزور سينما في حياتي كانت و أنا متزوجه, و لم يوافق على رحلات الكليه سوى رحلة واحده لمدينة الملاهي, كنت أتمنى أن أزور الأقصر و أسوان جداً و لازلت عندي تلك الأمنيه, لكن أبي رفض بحجة أنه يجب أن يكون معي محرم :) , و هل يرضى أحد اخوتي أن يكون معي في رحلة الكلية  و لو رضي أنا لن أرضى :)

و الآن أتذكر هذه الأيام و هذا اليوم بالذات بكثير من السعاده, كم كنت حزينه وقتها لأني كنت عبيطه, كنت أظن أني لن أجد من أحبه, و كنت أظن أني لن أجد أصدقاء جدد, و أنا حياتي ستنحصر بين جدران صيدليه لكني كنت مخطئه بكل تأكيد لأن كل مرحله في حياتنا تحمل الذكريات الحلوه و المره, فالحلو نسعد بتذكره و المره نسعد بأنه قد مضى و يكفي اني تخلصت من أسوأ شئ في الدنيا الطلاسم المبهمه التي توضع بيد جماعه من المعقدين و يسمونها (إمتحانات).

هناك 15 تعليقًا:

Unknown يقول...

بعتذر على عدم متابعتي لكم و عدم ردي على البوست السابق و عدم ادراجي لبوست جديد أمس بسبب عطل بلوجري على أن أعود لمتابعتكم و أرد على تعليقات البوست السابق حالاً.
تحياتي و احترامي للجميع :)

Ms Venus يقول...

لكن أكثر شئ كان مُحبِط بالنسبة لي أنه لم يعد بإستطاعتي أن أقول "عندما أكبر ســ...." لقد كبرت بالفعل.


الجملة دى لفتت انتباهى جدا يا شيرين

فعلا كبرنا

مش شرط بالعمر


جميلة الذكريات والاجمل الابتسامة اللى ممكن تترسم على شفايفنا واحنا بنفتكرها حتى لو حزينة

Bent Men ElZman Da !! يقول...

كل مرحله فى حياتنا بيبقى فيها حاجه حلوه جدا بنزعل انها خلصت :))
بس لما نعديها ونوصل للمرحله اللى بعدها بنشوف بردو فيها حاجه حلوه
كل مرحله بيبقى في الحلو اللى فيها والوحش كمان

جميله اوى التدوينه يا شيرين

Tamer Nabil Moussa يقول...

زى ما بنقول شرين كل مرحلة ولها رونق وطعم وشكل اخر يختلف عن اى مرحلة اخرى وفى كل مرحلة نجد فيها ما يسعدنا فيها

مع خالص تحياتى

هبة فاروق يقول...

اجمل سنين عمرى كانت ايام الكلية بجد كنت حزينة اخر يوم فى السنة الاخيرة
ايام حلوة وعمرها ما تتنسى من الذاكرة
جميل البوست فكرنا بايام حلوة

مها البنا يقول...

مبروك التخرج يا شيرى هههههه

عارفه أحسن حاجه عجبتنى ايه؟؟

أن جميع الذكريات سعيده .. فالجميله نسعد بتذكرها .. والسيئه نسعد بأنها قد مضت

فكر إيجابى بحت

دمتى فى خير وعلى خير

ابراهيم رزق يقول...

ياما صادفت صحاب و مصاحبتهمش
و كاسات خمور و شراب مشربتهمش
اندم على الفرص اللى انا سبتهم
و الا على الفرص اللى ما سبتهمش
عجبى ؟؟

مرحلة الكلية تعتبر من اجمل المراحل لكن العجيب اننا لا نشعر بجمال المرحلة الا بعد ان نتركها دائما نستعجل المرحلة التالية و دائما نشتاق للمرحلة السابقة
مرحلة الكلية مرح و جد و دراسة و قصص تكمل و قصص تنتهى و اصدقاء يكملون معك المشوار حتى الان و اصدقاء تنقطع اخبارهم نهائى و اصدقاء تتابع اخبارهم عن بعد و اصدقاء تنساهم نهائى هى حياة
توجد غلطة كيبوردية منذ خمس سنوات و ليست عشرة فى ست تعمل اللى انتى عملتيه ده (ابتسامة خبيثة)
تحياتى

سواح في ملك اللــــــــــــــــــه- يقول...

دكتورة شيرين

لااعرف كلما قصصتي اقصوصة وذكرتي فيها

السيد المحترم والدك تستوقفني طباعه وازداد

اعجابا بهذا الرجل التقي المحترم الذي

قل ان يكون له مثيل في هذا الزمان

فتحية له

حفظه الله لكم ومتعه بالصحة والعافية

موناليزا يقول...

فكرتينى بآخر يوم فى امتحاناتى
كان يوم جميييييييييل رغم انه كان فيه وداع صحباتى لان نسبة رؤيتنا هتكون ضعيفة جدا لان كل واحدة فينا من بلد مختلفة..
بس كان كفاية عليا ان اخيراً مش هدخل لجنة امتحانات تانى :)
(مش بقولك شبه بعض فى حاجات كتير :))

بس رغم انى ممريتش بقصة حب فى الجامعة بس الموضوع بجد ماكنش فارق معايا ولا حطاه فى اهتماماتى فده مازعلنيش آخر يوم ولا حاجة:)

وفعلا كل مرحلة ولها جمالها

تعرفى بعدها بسنتين اتفقت مع صحباتى نتقابل يوم فى الجامعة وفعلا روحنا
بس ماكنتش القعدة الحلوة نفسها ولا صربعتى علشان نلحق المحاضرات كان فيه حاجة ناقصة كده.. احساسنا كطلبة:)

لكن ده مايمنعش اننا يومها انبسطنا جدا وخصوصا ان كان معانا واحدة على وش ولادة:)

مصطفى سيف الدين يقول...

فكرتينا بالذي مضى يا دكتورة
انا برضه من 11 سنة اتخرجت بس والله ما فاكر كان يوم ايه ولا فاكر احداثه بالظبط يمكن علشان كل تفكيري في اخر يوم في الكلية هو اعداد الشنط للسفر علشان مغترب
تصدقي حتى مش فاكر كان ايه اخر امتحان الباين كان bioassay
بس افتكر الفترة الاخيرة عامة اخر شهرين نزلت اول قصة ليا في احدى مجلات الاسر كان اسمها اسرة يوتوبيا وكانت قصتي اسمها نداء الحرية
وافتكر ازاي كنا بنكتب لبعض تذكارات ونتصور كتير اوي اوي اوي
عندي بتاع اربع البومات للفترة دي
كانت ايام حلوة اوي
شكرا انك فكرتيني بيها

دعاء العطار يقول...

ليه كده بس ياشيرى ؟

دى أول سنه ليا بعد التخرج وبصراه بدايه مش مطمئنه

معملتش فيها حاجه عدله تذكر

بحن بصراحه لأيام الكليه جداااااً

انتى فكرتينى بأخر يوم ليا ... كنت زعلانه اوى

...........

لينك دعوة ساره درويش موجود فى نفس الموضوع بتاعى

اضغطى على كلمة " اتكلمى " هتدخلى ع الصفحه ... عايزين مشاركتك (: (:

Amira Yusuf يقول...

لخصتي قصتي
وده انا عيشاه حاليا
بس نفسي يجي الوقت اللي ابقا فيه مشتاقه للكليه
حاليا كليتي هيا الجحيم بعينه
نفسي في حاجات كتير مبتحصلش
بس انتي وضحتيلي ان فيه امل
ان شاء الله فيه امل

Casper يقول...

مثل هذه الأيام لا تمحى من ذاكرة العقل
لأنها بالتأكيد بتأثر في الانسان بشكل أو بآخر

__________

خالص تقديري لفكرك وقلمك

Mostafa gazar يقول...

كل مرحله في حياتنا تحمل الذكريات الحلوه و المره, فالحلو نسعد بتذكره و المره نسعد بأنه قد مضى.....
قصوصه رائعه ومن أروع وأجمل ما قرأت.....

ياسمين يقول...

يااااااااه امته انا كمان يحصل لي كداا كمان سنتين بئا وعلينا خير ههههه زهقت انا من المذاكرة والامتحانات بس اكيد كانت ايام جميلة وربنا يسعدك ف حياتك حبيبتي