و هل العيد بدونك عيد....كيف و رؤياك هي العيد
أتحسس ملابسي الجديده أشتم رائحتها المحببه لنفسي, أضعها في الدولاب برفق كأنها قطع من المجوهرات, أتسلل إلى المطبخ و عند الثلاجه تحديداً أقف لتناول بعض قطع الكحك بالسكر خلسة إلى أ ن يضبطني أحدهم, فأتوقف مجبرة و أعود لمخدعي, هناك أمسك الورقه و القلم و أبدأ في نشاطي اليومي, التفكير فيك, تنساب الكلمات مني على الورقه فتملأها شوق و لهفه, لماذا يعرف الناس كلهم عيدهم و أنا لا أعرف عيدي, لماذا يمارس الناس كلهم طقوسهم في ليلة العيد و أنا لا أستطيع أنا أمارس سوى طقوس إشتياقي لك.
حبيبي أملي الغالي
طيفك يداعبني طول الليالي
و عيناك لا تغيب لحظه عن خيالي
وحده قلبك يملك اجابة سؤالي
هل أخطر ببالك في الأيام الخوالي؟
نقضي الليل أنا و أختي أمام التلفاز مهما كان مُمل, نرفض النوم ننتظر الغد بلهفه لا تترك للنوم مكان, حتى يعود إخوتي في وقت متأخر ليشاركونا السهر, أحقد عليهم في سرّي, لماذا لا أسهر أنا أيضاً خارج المنزل؟, سؤال يُلح علي كل ليلة عيد, يبدأ قرص الشمس في البزوغ و تبدأ التهليلات الساحره تداعب خيالي المُشتاق لها كثيراً, (الله أكبر الله أكبر و لله الحمد), أرتدي قطعي الغاليه الجديده و أتزين بسعادتي و أنزل بصحبة أسرتي لصلاة العيد.
الكل سعيد و نظرة الرضا و السلام تعلو الوجوه, نصافح بعضنا و نهنئ بعضنا دون سابق معرفه في جو نادر من الألفه لا أشعره سوى في هذه اللحظات, أُقابل صديقتي كما تعودنا كل عيد بعد الصلاه, نقضي ساعات من اللعب كالأطفال بالزمامير و البلالين والبُمب و فقاقيع الصابون ينضم لنا الأطفال و بعض الأصدقاء في النادي, من أسعد أوقات حياتي صباح العيد أشعر بتحرر من كل القيود و بفرحة فطرية تنتشر في الهواء تتنقل مع النسمات الصباحية المميزة.
نتمشى أنا و صديقتي في الشوارع, نراقب البشر و هم يبدأون في إفتراش الحدائق و الأطفال يرتدون الملابس الجديده أحاول أن أتجاهل ذوقها البوهيمي , تخطفني الفرحه على وجههم, حتى نصل لمطعم البيتزا الذي إعتدنا أنا و هي أن نفطر فيه في صباح أول يوم العيد, مزاج غريب لكنها كانت عادتنا, نستمتع بالموسيقى الأجنبية و نحن نأكل, نتبادل الأحاديث,حتى أبدأ بالشرود فتبادرني بالسؤال عنه "ألازلت تفكرين في الرجل الغامض بسلامته" أضحك بمراره, أعيش قصة حب لمجهول, أرسمه و لا أعرفه, أبحث عنه و لا أجده, تراني مجنونه بعض الشئ , تسألني عن آخر ما كتبت , و تحاول عبثاً أن تخترق خيالي, هي الوحيده التي كانت ترى لحظات إكتآبي و لحظات جنوني و تهور أفكاري.
لكنني اليوم أريد أن أراك أكثر من أي يوم
اليوم أريدك حقيقه ليس وهماً مثل كل يوم
لا ترسل طيفك...أريدك أنت لحماً و دم
أتركها عند أول الشارع لأعود لمنزلي, أشعر بشبح يتبعني, أسرع في الخطى, يُسرع, حتى أصل للعماره و أرتقي الدرج ركضاً فإذا به يلحقني و يقول بأنفاس مقطوعه "الحمد لله إني لحقتك...كنت عايز أقولك...كل سنة و إنت طيبة", إنه إبن الجيران الذي يقف دائماً عند باب العماره بكلبه الوولف الأسود يتلذذ بصرخاتي المكتومه و أنا أهرب منه بسرعه, و هو الذي يقف في الشرفه يشرب السجائر و يبتسم قبل أن أغلق النافذه في وجهه, أسعدني الموقف و لكنه لم يحرك شئ في و لم يقترب شبراً من خيالي.
أملي كله رؤياك لو حتى من بعيد
أشتاق لسلامك و كلامك لا أطمع في المزيد
لحظه واحده تكفيني لن أطمع في العديد
متى تأتي لُتشعر قلبي الوحيد بفرحة العيد
في المنزل يظهر الكحك أخيراً و يصبح مُباحاً هو و البسكوت و البيتيفور و الغُريّبه, و لكني لم أعد أشتهيه كما كنت في رمضان , أأكل منه كعاده ليس أكثر , في المساء أجدني وسط الكثير من البشر, الأقارب و الأهل يتبادلون الأحاديث و الحكايات و الضحك, و نبدأ نحن الأبناء بفحص بعضنا, من أصبح أطول من تغيرت ملامحه من أصبحت تتصنع الرقة ومن تغيرت قصة شعرها, أشعر و أنا بينهم بوحده غريبه تزداد كلما إزدادت الأعداد.
أهرب إلى غرفتي, أبحث بين أوراقي عن ما كتبت بالأمس لك, أقرأه مرات و مرات أُفتّش في السماء بين النجوم, علّني أجد الرد منك, أسمعهم ينادون علي بكل أسمائي , قبل أن أعود لهم أضيف جملة أخيرة.....كل سنة و إنت طيب....