الأحد، 29 أغسطس 2010

جوّاك ولد


ساعات بحس إني فبلد و إنت فبلد

و كأن و لا عمر شوق بينا إتولد

و ساعات بحس إنك قريب

أقرب لقلبي من أي حد

ساعات بحس إنك ضعيف

وساعات بحس إنك وتد

ساعات بحس إنك غريب

و ساعات ألقاك أهل و سند

ساعات بحس إنك طبيب

و ساعات تكون إنت المرض

ساعات بحس جنبك أمان

و كتير قساوه ملهاش عدد

ساعات بحس هواك طوفان

ثاير و غاير كمالبركان

و ساعات هدوء برود و صمت

ساعات تقول بتحبني

و ساعات مشاعرك عكس بعض

يمكن عشان جوايا بنت بتفيض حنان مالوهش حد

و يمكن عشان جوّاك ولد


الأحد، 8 أغسطس 2010

حفلة النيو لوك



نظرت في المرآه نظره أخيره فرأت نفسها جميله أنيقه ناعمه في مكياجها الذي في روعة الغروب و رشيقه في ثوبها الأزرق القصير, خرجت تسير بخطوات ثابته و لكنها تشعر أنها مُثيره, سعاده مؤقته تتملكها و هي تغادر المنزل كثيراً ما تنقلب إلى تعاسه و قلق و ضيق مستمر لا تعرف له سبب فتجد نظرات الرجال شئ مُقزز و شهواني, الإعجاب في عيون الناس لا يرضيها, ترى نفسها في أي مرآه أو في شبابيك السيارات قبيحه ليست الجميله التي كانت في مرآه المنزل.

لقد تعمدت أن تبدو اليوم في أبهى صورها أرادت أن تبرز كل جميل فيها حتى و إن كان إبراز جمالها لا يشغلها لكنه اليوم شغلها الشاغل ذلك لأن حنان إبنة خالتها و صديقة عمرها دعتها لحفل الليله في منزلها, صحيح انها تحبها لكن في كثير من الأوقات تغار منها فمنذ الطفوله و حنان هي الفتاه المُطيعه المؤدبه الهادئه أما هي فذات شخصيه عنيده و طبيعه مشاغبه و ثوره دائمه, لم تكن متفوقه في الدراسه مثل حنان لكنها تشعر أنها أذكى ليست متحجبه مثل حنان لكنها تشعر أنها أقرب إلى الله تناجيه و تذكره دائماً.

ما معنى حجاب حنان و هي ترتدي ما يحلو لها من ملابس ضيقه و غير محتشمه ما معنى حجاب حنان و هي التي كانت تُصاحب شاب في مرحلة الجامعه و إرتبطت به سنوات قبل أن تُخطب لخطيبها الحالي أم أنه فقط غطاء للرأس على الأقل هي صريحه و واضحه مع نفسها, و بالرغم من أنها دائماً تشعر أنها الأفضل شئ ما داخلها كان يؤرقها و يهز ثقتها العاليه بنفسها غضب شعور بالذنب و الإحباط, رغم أنها تُحب عملها و خطيبها و حياتها لكنها تفقد الإستمتاع.

قابلت خطيبها عند الكوافير بعد أن فرغت من كل أسباب الزينه و توجها إلى منزل صديقتها لحضور الحفله التي لم يكن لها سبب معروف كان جو الحفل بهيج تعجبت قليلاً عندما وجدت كلمات من الورق الفضي كُتبت على الحائط تقول (Newlook party) حتى ظهرت حنان في ملابس ضيقه كعادتها في الفتره الأخيره و على رأسها طرحه رقيقه تُظهر الشعر المصبوغ تحتها و كان خطيب حنان ممسكاً بيدها حتى بدأ بالكلام بصوت مرتفع:

- يا جماعه أحب أقدم لكم حنان بالنيولوك الي انا إخترته لها.

صمت الجميع و تعلقت عيونهم بحنان التي كانت تبتسم بثقه و بحركه رشيقه نزعت الطرحه من على رأسها و مشطت شعرها بأناملها حتى أصبح منسدل على ظهرها و كتفيها, و مرّت لحظات من الصمت حتى بدأ الناس يفيقوا من دهشتهم و علت الأصوات ما بين مؤيد و معارض و تمازجت الأحاديث و الآيات القرآنيه المؤيده للحجاب و كلمات أخرى مثل (الحجاب ده حجاب للعقل)(الحجاب ده سبب تخلف البلد)(الحجاب كان أيام الرسول بس)(البنت لسّه صغيره خليها تعيش حياتها)و إنصرف بعض الناس و إلتف حولها البعض الآخر يقبلوها و يضموها, أما صديقتها فظلت تنظر لها بدهشه و قد تملكتها مشاعر عظيمه من الأسى و الحزن شعرت برعشه في جسدها و قلبها يكاد يخرج من صدرها من قوة دقاته, كانت تظن أن قلبها حجر خاصة في ما يخص الدين هاهو يدمي و يتألم حتى شعرت بيد خطيبها على كتفها ليفيقها من دهشتها فتمالكت نفسها و مسحت دموعها و غادرا في هدوء.

لم يفلح خطيبها في أن يهدئ من أعصابها المشتعله فتركها لتنام على أن يطمئن عليها صباحاً, و باتت ليلتها تسترجع حياتها و كأنها شريط سينمائي,حياه شبه خاليه من المشاكل أسره رائعه و حبيب قل أن يجود به الزمن و عمل تُحبه و أصدقاء أوفياء, معظم أحلامها قد تحققت فلماذا كل هذا الضيق الذي يلم بها معظم ساعات اليوم و هل تكون سعيده بدون راحة بال, إن راحة البال بالتأكيد ليست في وجود المال و الأهل و قلب ينبض بحب رجل, إنها في راحة الضمير و ربما يكون ضمير دائم التأنيب هو السبب في عدم راحة البال.

صحيح أنها خيّره تمد يد العون للمحتاجين وتحاول المحافطه على فروضها و هي دائمة الزياره لدور المرضى و المسنين و الأيتام لكنها لا تدخل مسجداً, إنها تعلم أن المساجد ليست فقط للصلاه و أن بها مجالات كثيره للخير و دُروس لتعاليم الدين لكنها لا تزور مسجدا لضيق الوقت و إنشغالها.

كذب...في الحقيقه هي تخجل من دخول مسجد و كيف تدخله بشعر عار و بملابس غير محتشمه أهذا هو ما يضايقها ويؤرقها (الحجاب ) أهذا هو سبب شعورها بالذنب أهذا هو الذنب أم أن حادثة صديقتها قد أثارت بها شئ رمى بها إلى هذه الهوه العميقه من العذاب و راحت تحدث نفسها (يا رب إنقذني مما أنا فيه...إني أحبك و أريد أن أرضيك و أن أشكرك بكل الطرق بل و أن أستجديك أن تقبل عباداتي و أفعالي لكن الحجاب أشعره ثقيل علي خاصة أني أرى كثير ممن يرتدونه كاسيات عاريات يرتكبوا الأخطاء و يختبؤن وراءه لا يطيعونك يا رب و لا يخشونك كما أخشاك...نعم أخشاك,و لكن لماذا أربط بين فرائضك و واجباتك و بين أشخاص و هل يمثل شخص عباده, إنها عباده يفعلها من يحبك و يخشاك و من يحبك فقط و من يخشاك فقط كلٌ يفعلها بمقدوره و ليس أحد مثل الآخر و أنا..أنا أستطيع أن أفعل هذه العباده يا ربي أستطيع أن أنصر دينك في مجتمعي الصغير, دينك الذي أضاعته صديقتي بالأمس سأنصره أنا اليوم)

نامت نوماً عميقاً بعد أن صلّت الفجر و في الصباح إتجهت إلى العمل و هي شاردة الذهن لقد أصبح القرار بداخلها أكيداً وبات النبأ يقيناً إنها لن تستريح إلا إذا إرتدته و ناءت بمفاتنها عن عيون الرجال الشهوانيه و مطامعهم الدفينه, إنها لن تخجل بعد الآن من جسدها الذي كانت تظهره الملابس الضيقه و من داخلها كانت غير سعيده و غير راضيه و لن تخجل من أن تواجه الناس بما في نفسها حتى لو تذمر البعض و تذكرت خطيبها كانت تتجنب مناقشة الأمر معه خشية أن يكون لديه رغبه بأن تتحجب فتصبح رغبته لا رغبتها أو أن يكون ليس لديه رغبه فيحبط أملها.

غادرت العمل و هي لازالت ساهمه و تائهه بين أفكار شتى, تُرى أيكون شئ أبدي تخيفها هذه الكلمه كثيراً لكن كل الفضائل و الخُلُق أبديه ليس لها موعد لتنتهي فيه أو مكان يخلو منها, لفت نظرها إحدى المحلات إنه محل طُرح بالتأكيد ففاترينته مكتظه بأنواع و ألوان مختلفه من الطُرح, مسحت بيدها على رأسها و كأنها تتحس شعرها و أخذت نفس عميق وهي تُقلب عيناها بين الطُرح و تردد بين جوانبها (لن أتثاقل) حتى وقعت عيناها على طرحه بيضاء من الحرير الطبيعي عندما أمسكتها بيدها شعرت أنها قريبه إلى قلبها رغم بساطة تصميمها.

وقفت أمام المرآه و قد قعصت شعرها بمشبك و حاولت أن تلف الطرحه حول شعرها مثبته إيها بيدها فوجدت نفسها في المرآه جميله على عكس ما كانت تتوقع فقد حددت الطرحه إستدارة وجهها و أبرزت وجنتاها و تألقت كل قسمات وجهها و إرتسمت على شفتيها إبتسامه حلوه إنها حقاً سعيده حتى أنها تمنت أن تُقبل نفسها في المرآه , سرعان ما ثبتت الطرحه بدبابيس و نزعت الحزام الذي كان يحيط خصرها و خرجت إلى الشارع جديده في كل شئ في مظهرها و سعادتها و إقبالها على الحياه تسير بزهو و ثقه ترى نفسها في زجاج السيارات جميله و قمرية الطله شعرت أنها أخيراً و جدت نفسها.

دخلت منزلها و كأنها شمساً أشرقت هلله أمها فرحه و إنهالت عليها بالقُبل و الأحضان بينما كان أباها واجماً جداً و قد دثره الذهول,
-إستعجلتي ليه...العمر لسه قدامك.
فإقتربت منه و لفته بذراعها و قالت:
-عملت كده عشان بحبك و مش عايزاك تتعذب ولا ثانيه بسببي إنت ناسي إني مسأوله منك.
ضمها بحنان و هو يقول:
-أنا هدخل الجنه عشانك عشان عندي بنت زيك.

أتى ميعاد خطيبها و دق الباب فذهبت لتفتحه كعادتها و كانت قد إرتدت فستان شيفون أسود تتخلله زهور بيضاء و إرتدت فوقه جاكت أبيض لم ترتديه عاري الذراعين كالسابق و لفة شعرها بالطرحه البيضاء, ظل واقفاً بمكانه و كأنه شُل أما هي فكانت قلقه جداً قالت و على وجهها إبتسامه شاحبه:

-معرفتش أنام إمبارح حسيت إني لازم أعمل كده.
-تأثرتي باللي عملته صاحبتك.
-لأ...دي حاجه كانت جوايا من زمان.
-و كأني عمري ما عرفتك.
-كنت حاسه إن ده موضوع شخصي...
-شخصي!!!
-كنت خايفه من رأيك.
-أنا رأيي ميهمكيش خلاص إنت حُره.

و تركها و ذهب سريعاً كانت تتمنى أن تناديه و تجذبه بشده و تسأله(هو أنا معجبتكش...هو أنا مش حبيبتك) و توالت الأيام دون أن تراه ثلاثه أيام وكأنهم ثلاث سنوات عجاف لم تتوقع هجره لها بهذه البساطه ألا يريد أن يخاصمها العذاب أم أنه بات رفيق أيامها, كل ليله تحلم بأنها تنزع حجابها لترضيه ليعود و لكن برغم كل شئ لم تعدل عن قرارها و لن تتنازل عن الشئ الذي حقق لها راحة الضمير و البال.

حتى كان عصر اليوم الرابع حين دق الباب, أيكون هو نعم نظرة والدتها تقول هو , لم تدري كيف مرة لحظات و هي ترتدي ملابسها و تزيل آثار التعب من وجهها و بالطبع لفة شعرها بطرحتها البيضاء و إندفعت بقلبها إليه و قبل أن ينطق قالت:
-إتأخرت...جداً.
-كنت باختارلك حاجات حلوه هتعجبك.

و أشار بيده إلى حقائب لإحدى أشهر محال ملابس المحجبات و الطُرح و الزينه , طار قلبها فرحاً و صعدت كل دماءها لوجهها فإقترب منها و طبع على يدها قُبله و هو يقول (مبروك) و في عيناه نظره لن تنساها إلى الأبد.



























































الأربعاء، 4 أغسطس 2010

رائحة رمضان


قلبي يُرفرف مجرد أن يتردد إسمه أو أسمع أغانيه حتى التنويهات عن مُسلسلاته و برامجه تُسعدني بالرغم من أن كثير من الناس يهابون إقترابه لإضطرارهم لشن حملات هائله من النظافه و الترتيب من الداخل و الخارج و يحمل الكثير هم الجوع و العطش و النسكافيه إلا أنه يُعد أكثر شئ أشتاق له طوال العام أو بالأحرى بمجرد أن ينتهي, ليس فقط لقدره الديني و مكانته بين الشهور و ما خصّه الله به من نعم المغفره و الرحمه و العتق من النار فبجانب حلاوه الإيمانيات و الروحانيات التي تملأنا في هذا الشهر الكريم فله عندي بالأخص حلاوه أُخرى و بهجه تجتاحني و كأني طفله صغيره مُقبله على شخص تُحبه إنه رمضان.

هناك أصوات نُحبها كثيراً و تظل في آذاننا لا ننساها مهما مر الزمان قد تكون ليس لها معنى عند غيرنا لكن عندنا لها أجمل المعاني مثل صوت مفاتيح أبي وهو يفتح الباب عائداً من العمل فيرقص قلبي و أأتي راكضةً لأكون أول من في إستقباله و أحكي له كل ما حدث خلال النهار قبل حتى أن يأخُذ أنفاسه من الطريق, صوت حارس المدرسه و هو يُنادي على إسمي إيذاناً بأن أبي قد جاء فأطير أنا فرحه, صوت الخراف ليلة العيد كانت تُخيفني في طفولتي فأظل قلقه طوال الليل أما الآن فهي تُسعدني كثيراً, صوت تكبيرات الصلاه في الأعياد يجعلني أبتسم لا شعورياً, صوت غناء إبني و حفيف إبنتي و هي تزحف مُسرعه بإتجاهي فيضحك قلبي الذي إقتسماه.

أما أصوات رمضان فلها طابع خاص عندي, بداية من الأغاني المُميزه مثل (رمضان جانا) و غيرها التي تُداعب مشاعري ,آذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت و الذي يعني لي حُضن مصر الدافئ, صوت صلاة التراويح الذي يملأ الشوارع بعد الإفطار فيُنزل السكينه في نفسي, و صوت المسحراتي , نعم مازال موجود ومازلت أسمعه في ليالي رمضان و هو يدق دقاته المُنتظمه يُذكر الناس بالسحور و يُذكرني بأنني أخيراً أستطيع الإستمتاع بأجواء رمضان بعد مُضي أيام الدراسه و الإمتحانات التي كانت تتزامن معه.


صحيح أنني في طريقي لأفقد حاسة الشم لا أعرف لماذا لكني لا أنسى رائحة طعام أمي خاصةً الحمام المشوي, الفتّه, المسقعه و الكريم كراميل و الكيك, لا أكاد أتذكرها حتى أتضور جوعاً, رائحة حُضن أمي رائحة حنان و حب صافي لا تشوبه شائبه , رائحة أول عطر إستخدمته و مازلت أحتفظ بالزجاجه لأُشم فيها رائحة الصبا , رائحة الهواء بعد المطر تملأني بعبير الحُريه, رائحة عطر زوجي عندما كان خطيبي كانت تملأ أنفي فتظل تُذكرني به حتى أراه مره أُخرى لا أنساها أبداً , رائحة الورود البلدي الحمراء التي كان يحملها لي تُنعشني كلما تذكرتها.


أما رائحة رمضان فليس لها مثيل رائحة البُمب و الصواريخ , رائحة سلم العماره قبل الإفطار بساعات تجعلني لا أُصدق لماذا تُبدع السيدات بالطهو في هذا الشهر بالذات , رائحة قمر الدين و القطائف و الخُشاف الذين لا يظهروا إلا في رمضان , رائحة الكحك الذي نتعهد كل مره بألا نأكله إلا صباح العيد و لكن لا نستطيع إلا أن نبدأ في أكله بمجرد شراءه, رائحة الود و التآلف التي تجمع الناس على موائد الطعام و الصخب الذي يملأ المنازل عند تجمع الإخوه و الأبناء و الأحفاد, إنها أجمل رائحه في الدنيا رائحة رمضان.