الثلاثاء، 30 يوليو 2013

كتّر شيرك


مِكملين!!
مِتجمعين!!
بكُل أشكالنا و ألوانا راجعين
عيش للناس!!!!!!!!!!!!

لأ فينا الخير بجد
إعلاناتنا بتشبهنا
و حُبنا لبعض
و خوفنا على بعض

وبحتاجلك وتحتاجلي .. مابينا ألف حلقه وصل
وبشبهلك وتشبهلي .. في حُب الخير وطيبة الأصل!!!!!


إنسانيتنا الطاااااغيه
تقبُلنا للآخر
و إحترامنا للمُعارضين لآراءنا

رمضان أهو هلّ علينا هوااا .. هنشيّر طول الشهر سوااا

المصري أصيل بيحب الشير .. وبيفرح لمّا يدي الغير

مبنشمتش و مبنشتمش و مبنخوّنش و مبنكيلش بمكيالين
كتر شيرنا بجد!!

سيبكم من كلام الإعلانات و من كل اللخبطه و الإحباط اللي بنمُر بيهم
إحنا فعلاً شعب عنده تكافل عظيم و عاطفه كبيرة و أصل طيب لكن مشكلتنا إن كتير منا (خرفان) مش بمعنى إخوان اللي تحفظت عليه و عمري ما إستخدمته لكن بمعنى سياسة القطيع..لمّا بنثق في فكرة أو توجُّه أو في حد بنديله دماغنا..و صعب نغيّر من أفكارنا
عشان كده أنا بحترم جداً اللي بيفضل على مبادئه لكن عنده مرونه و ممكن يغيّر من آراءة وفقاً للعقل و المنطق و الإحساس..لأنه إنسان مش مجرد ماكينه!
المُهم
كُل يوم أطفال بيموتوا عشان مفيش لبن أو أدوية أو أجهزة مُعينه في مستشفيات الأطفال الحكومية باللذات اللي محدش مهتم بيها و لا عندهم فلوس يعملوا إعلانات..
خلينا نعمل خير في رمضان قبل ما يعدي مننا 
أنا هعمل ظرف زي السنة اللي فاتت و هحاول أجمع أكبر قدر ممكن عشان نشارك في التبرعات لمُستشفى أبو الريش الياباني عند القصر العيني..و نتقابل هناك في المستشفى يوم السبت 3 أغسطس الساعة 4 العصر إن شاء الله.

هنـــــــا التفاصيل عند أسامه الأزهري

تعالى و كتَر شيرك :)

الخميس، 25 يوليو 2013

عبث!



(اللهم إضرب الظالمين بالظالمين و إخرجنا من بينهم سالمين)
و مين قال إن القضاء على الإرهاب محتاج تفويض!
قوموا بواجبكم و تحملوا نتيجة قرارتكم 
أنا مش هفوّض حد يقتل مصريين حتى لو أنا ضدهم
كفانا فاشية و نازية و تأليه لكل رمز جديد


كنت بجهز بوست عن رمضان و السلام النفسي المرتبط بيه..لكن مفيش نفس و مفيش سلام..و لا لاقيه نفسي

كنت هتكلم عن حاجات عبيطة..الإعلانات زي السنة اللي فاتت..و عن برنامج رامز و حلقة هيفاء مقارنة بحلقات الممثلات المصريات اللي أثبتت نظرية إن الجميلات بيربطوا الأنوثة بالسفاله..زي السطحيات اللي بيربطوا الأناقة بالعُري..والكُتّاب اللي بيربطوا الإبداع بالكلمات العارية..!
مع إن الأنوثة و الجمال و الأناقة و الإبداع..إحساس مش أكتر

مؤلم جداً هذا الشعور....لما أعرف أوصفه هبقى أقولكم عليه!

عندما تقرأ كتابات بنفس المعنى..حُب, بدايات رائعة, مشاعر مُزهرة, غيرة, خوف, جنون, نشوة, و بعد الوصول للقمة, خذلان, طعنات, غدر, عذاب, نهايات مؤلمه, و محاولات فاشله للتخطي, فتشعر أن الكُل أنت أو أنت الكُل..و تعود لتسأل نفسك
 (ما الفرق؟)
و لماذا كُنت أشعر أننا مختلفين؟


ذكرياتك سجني وصوتك يجلدني
وأنا بين الشوارع وحدي
وبين المصابيح وحدي!
أتصبب بالحزن بين قميصي وجلدي!!
ودمي قطرة بين عينيك ليست تجف!
فإمنحني السلام!
إمنحني السلام! 


أمل دنقل

و أسفل شئ لما تحاول تقنع بعض الحمقى بمعنى الخيـــال

فاضل العتق من النار يا رب نلحقه..

يكتُبن, فيُجِدن و يُعبّرن عنّي و عن إحساسي..فلماذا علي أن أكتب..أنا لا أريد أن أكتب..لا أريد أن أكتب..يا ليتني كنت إمرأة تطهو الطعام لرجل تُحبه و تسهر على راحته..و فقط.


دعوت لك بالخير كثيراً ..فادعو لي بالخير الآن فقط..
فالآن فقط ..انا أتساقط ..أتساقط كأوراق الخريف..
فكل حساباتي كانت خاطئة ..أخطأت حين ظننت أني ..
يوم اتساقط سأتساقط واقفة..سامحني ياكبريائي ..
فلست شجرة...لست شجرة.
شهرزاد الخليج

أشعر أن حالي يشبه حال وطني..يتألم فأتألم..يثور فأثور..ينقسم فأنقسم..ينزف فأنزف..يغضب فأنتفض..ييئس فأموت..


أفتقدك ، أيها الأحمق الرائع ..
آه كيف صدقتني حين قلت لك : "لا"
وكيف لم تسمع عشرة آلاف "نعم" !
 غادة السمان

المفروض في الأيام دي نسامح اللي آذانا بس أنا مش قادرة يا رب..مش قادرة أسامح نفسي


لا مانع لدي!
إبدأ حكايتك الجديدة
عدّد نساءك!
تنقّل بين جواريك الحِسان
فسأبقى .. الأثيرة
وسأبقى .. الأميرة
وسأبقى .. الأخيرة!
شهرزاد الخليج

إحباط أدى إلى إني بفكر بجد أعتزل التدوين مُدّة طويلة..!

الاثنين، 22 يوليو 2013

حـ نيـ ن


يكتبون عن الحنين!

عندما بحثت بمُحرك البحث في مدونتي وجدت أن كلمة حنين مذكورة في معظم تدويناتي..هل تكون النوستالجيا هي مرضي الذي فشل الطبيب في توصيفه؟!
يبدو أنني إمرأة ممزوجه بالحنين..أحِنّ لحاضري بقدر حنيني للماضي..و أحِنّ لأشياء أراها كُل يوم بقدر حنيني لأشياء لم أراها ابداً..أحِنّ لما فعلت و لِما لم أفعل بعد..أحياناً أشعر بالحنين للا شئ..مجرد شعور يعتصر قلبي..
أحِنّ لوطني..و لأُمي ببراءتها و الثرثرة الصباحية معها..أحِنّ لبيتي القديم في حيّ الدُقّي..و للنادي جوار البيت الذي قضيت فيه أكثر من نصف عُمري و مازلت أمضي الباقي هُناك..أحِنّ لأهلي و خالتي رحمها الله..أحِنّ لأول صيدلية عملت بها بحي الزمالك..أحِنّ للقِطة (بوسي) التي ماتت و علمتّني ألا أُحب قطة مرّه أخرى..أحِنّ لصلاة الفجر مع أبي و لصوته الجميل في قرآءة القُرآن و الدُعاء..أحِنّ للتسوق مع أُختي و الضحك المتسع معها..أحِنّ لشريف أخي و لحواراتنا العذبه الطيبة..أحِنّ للسهر مع إخوتي(وحدنا)..أحِنّ لمكّه و جدّه و الحرم..أحِنّ لهذا الرجُل الذي أحضر لي الورود و رسم لي الجنّة..أحِنّ لها..
للطفله المُشاكسه التي كانت تُقبل على الحياة و ترمي بنفسها بين ذراعيها في أمان..للفتاة التي تحتضن الكُتب و تسير بثقة في أروقة الجامعة تحلُم بالحُب و لا تبحث عنه..للخريجه الجديدة التي واجهت الصيدلي القديم بحقيقته البغيضه و بيعه للأدوية المُخدّره الذي لن تصمت عنه..للصيدلانية الصغيرة التي وقفت أمام مُدير المستشفى الكبيرة لتُخبره في عناد أن من حقها (coffee break)..للعروس التي رقصت الفالس بفستانها الأبيض المحشو بطبقات من الفرحه و الحُب و هي تشعر أنها إمتلكت الحياة..للأُم الصغيرة التي فُتنت عندما نظرت لوليدها لأول مرّه..أحن لتلك الفتاة التي كانت تُفشي السعادة و السلام أينما وجِدت و تحُلم بالحُريّه و مسّ النجوم..قبل أن تُصبِح مُجرد صورة باهته..أكل مِنها الحُب بإسم الحنين..
و بين أنغام الحُـ ب و النـ سيان..تُمزقنا أوتارالحـ نيـ ن

السبت، 20 يوليو 2013

بعض الغُرباء يصنعوا التاريخ



الحُب هو تاريخ المرأة و ليس إلّا حادثاً عابراً في حياة الرجُل (مدام دوستايل)


كانت الأزمنه تسير و تتهادى و أنا أتعقب أثر هذا الذي سيأتي ليصنع تاريخي, و يُغير تقويم أيامي و سنيني, هذا الغريب الذي طالما كتبت عنه دون أن أعرفه, هذا الرجل الذي يقف بيني و بين كُل ما أكتُب و بيني و بين أنفاسي و بيني و بين الحياة, حبيبي الخيالي الذي إخترعته منذ كُنت في الخامسة عشر و كتبت له أول خاطرة صدمت أهلي عندما إكتشفوها صُدفه, إحدى أبياتها تقول (شفتاه كانت تجذبني) و لم أكن حتى أطلت النظر بوجه أحدهم, و لا دقّ قلبي في عمري بالحُب إلّا نادراً لأني أزعم أني إنسانة صعبة الإرضاء, هذا الحبيب الذي رسمه خيالي هو من يُلهمني و يجعلني أسهب في الكتابة عنه دون ملل, عندما أكون غاضبه أكتب عن خيانته و غدره, عندما أكون مُنهكه أكتب عن بُعده و فُراقه, عندما يملأني الحنين أكتب عن شوقي إليه..

حتى أصبح هو تاريخي و هو المُعلّق بكل أشيائي, فكل مكان ذكرته فيه بقلبي أو خيالي أو قلمي أصبح له رائحته, حتى الأماكن اليوميه التي كُنت أطأها قبل أن يدخُل عالمي بكثير, أصبحت تُذكرني به, كأن تاريخها هي الأخرى بدأ بوجوده, حتى سحابتي الوردية التي تحملني و تسبح في سماء خيالي ثارت عليّ و قررت أن تنزل على الأرض لترى هذا الغريب الذي طالما حدثتها عنه, هي الأخرى نست كُل أيامنا و لم تذكُر سوى وجهه الحبيب, و أصبحت تتمدد و تتألق عندما تُظلله و تنكمش و تبكي عندما يغيب فتُمطر قلبي بالحنين, و قلمي الذي ينبض به دائماً أصبحت أقاومه و أوبّخه على هذا الإحتكار الذي رضي به, فيُخرج لي لسانه و هو يقول كتبته و أكتبه و سأظل أكتبه إلى أن تتخلصي منّه أو منّي.

أراجع تاريخي جيداً, فالأمم لا تتعلم إلّا من ماضيها, حسناً هذه هي سنوات الجاهليه قبله, و هذه هي البداية المُشرقه البريئه دائماً, هذه هي لحظة إقتحام القلب و إنهيار الحُصون, و هذه هي لحظات التسليم, ثم بعض المناوشات و المُبارزات و المقاومات الأخرى, إشتباكات دمويه و معاهدات صُلح, نبذ للوعود و إختراق للعهود, هذه هي لحظات الإنكسار و التقهقر, و تلك هي لحظات النهوض و المُجابهه, الشئ الوحيد الذي لم يكُن بيننا هو المؤامرات فبرغم إختلافنا إلّا أننا كُنّا نُبلاء, جيشان من اللهفه و الحرمان, بعض السنوات تمرّ عجاف من المشاعر, ثم تعود لفيضان كبير يُغطي و يُشبع ويفيض, غزواته كلها كانت إنتصارات, أعلامي البيضاء نفدت, حتى ثورتي ضد مُمارساته سُرقت, عُدت من حروبنا حافية القدمين بثوب متسخ أحمل ذكريات حُلوه بين أصابعي, هي كُل ما تبقى لي, مُحارب جيد هو لا يقبل الخسارة و لا يملّ من الهجوم,  لكن حربي الأخيرة معه ستكون بارده و ليست في صخب غزواته, حتى إذا أراد أن يقتُلني هذه المرّه بسيفه أو أراد أن يغدر بي بخنجره, لن يجد منّي إلّا ظل!

سأهرب منه كلما إقترب لأنجو بقلمي و أستطيع أن أكتُب التاريخ بصدق و لا أتركه ليُشوهه المرضى و يجعلوا منّا طُغاه, خائنين أو مُثيري شغب, سأقُصّه يوماً على أولادي, فالتاريخ لا ينتهي و لا يسكن أدراج الرياح, تتنقله الأجيال, و يظل دائماً يحمل الأحداث, المُشوّقه, المؤلمه, و المُبهجه, و يظل يتأرجح ما بين خسارة و إنتصار, أمّا عن حادثتي العابره في حياته, فتلك هي الحادثه التي شوّهت وجهه بملامح العشق و وشمت مشاعره بالتدفق و إنغرست في قلبه كنصل حاد من الشوق يسري في دمه, حتى إذا نزعه سيظل بقلبه هذا الثُقب, يُذكره أن كانت هُنا حادثه عابره, مرّت بك فغيرت تقوميك لـ (ق.ح) و (ب.ح)

الخميس، 18 يوليو 2013

أنا ماليش أكاونت عـ الفيس بوك :)

الحمد لله أنّي أغلقت حسابي على الفيس بوك في الوقت المُناسب
فلا أنا أتحمل أن يصفني البعض بالخيانة و البُعد عن الدين لمُعارضتي للإخوان.
و لا أنا أتحمل أن يتهمني البعض بأن (الخروف اللي جوايا طلع) عند إستيائي و إعتراضي على آداء العسكر.
و لا أنا أتحمّل هؤلاء من يقولون (اللي مش عاجبه يحذفني) أو الأكثر تطرفاً ممن يقولوا (اللي مع/ضد...يحذف نفسه من عندي)
و لم أكُن يوماً ممن يشتركون في وصلات الردح و التعليقات الإستفزازية الطوييييله و الحوارات التي لا تنتهي (بتخنق بسرعه أنا) 
و يؤلمني أن أجد الكُره و البغضاء تشيع بين المصريين
و يستفزني كل هذا الكذب و الضلال من المتطرفين من الطرفين
الحمد لله أنّي لست على الفيس بوك حتى لا يستاء منّي الأصدقاء عندما أغلق أبواب عقلي عن كل هذا العبث و الإدعاءات و الكُره و أضع رابط في الصباح لأغنية أنغام (بيعدّوا نجوم الليل), ثم أكتب ستاتيس في المساء تقول:
مشغولون هُم بالأحداث السياسية...مشغولون هُم بالخلاف و بالإتفاق...مشغولون هُم بالدفاع و بالهجوم...و مشغولة أنا جداً...بكلمــــة...قُلتها لي هذا الصباح...
:)


الثلاثاء، 16 يوليو 2013

إليكِ يا نهلة


إليكِ يا صديقتي الجميلة,

صحيح يا نهلة أننا لم نكُن قريبتين بما فيه الكفاية في الحياة الواقعية لكنني أُدرك تماماً كم هي أرواحنا قريبة, أتدرين لماذا أقبلت على صداقتك يا نهلة و أنا التي تُصاحب الجميع و لا تُصادق أحداً, لأن لك ضحكة من القلب, هذه الضحكة يا نهلة مرِحه و حُرّه و صريحة, لا تخشى شيئاً, هذه الضحكه لا تخرج إلّا من قلب متألم, فأنا أعرفها جيداً! و لأن لك دموع لا يراها أحد, لكني رأيتها و حاولت أن أمسحها لكن لم أفلح لأن يداي كانت مشغولة في إخفاء دموعي!

نتقابل كل حين صُدفة في طُرُقات العمل فتفيض مشاعرنا و ننسى الأوراق و الملفّات و الشركات من حولنا, نأخذ جانباً و نبدأ في الأنين المتصل الذي يتخلله الضحكات العاليات من القلب, ثم فجأة نعود لنرتدي أقنعة الجد و نواصل العمل, تُعلّقين دائماً على كُل ما أكتُب تشعرين بكل حرف بشكل مُذهل كأنك كنتِ معي و أنا أكتُب, أنتِ أيضاً تتفاجأين و تقولين (كيف عرفتِ يا شيرين؟), لكن ما لا تعرفيه أنتِ يا نهلة أنّكِ تركت بحياتي أثر عميق, أثر إخترق جسدي حتى وصل لقلبي و جعله ينزف الأحرف دون توقف.

عندما إتصلتي بي في هذا اليوم لتُخبريني أنّك أخيراً فعلتيها و أرسلتِ رسوماتك لمسئولين بساقية الصاوي و أنّهم إتفقوا معكِ بدورهم أن تُقيمي هناك بقاعة الكلمة أول معارضك الفنّية, كدت أطير من الفرحة كأنني أنا من رسمت و صنعت اللوحات و نجحت أن أُقيم أول معارضي, كأنني أنا من حققت الحلم, في هذا اليوم في القاعة عندما رأيتك تنسابين في المكان بسعادة و وجهك مُشرق بشمس تحقيق الأُمنيات, عرفت أن أقداري ستتغير, أهديتك الورد و جلست معك يومها دقائق قليلة قبل أن تخطفك أضواء البرامج والكاميرات و  تقومي بالحديث عن اللوحات في سعادة, قُلت لكِ فيهم (سأُغيّر مجالي يا نهلة) قلتِ أنت يومها أن الصيدلة لا تُناسبنا لكنها شرّ لابد منه, أخبرتك عن هوايتي و أني أتمنى العودة لها, أبديت دهشتك من كون صداقتنا لها سنوات و لم تعرفي عن حُبّي للكتابة من قبل, و أجبتك ببساطة (لأني نسيت) نسينا ما نُحب و ما نكره يا نهلة في زحمة الحياة, ماذا كان علينا أن نتذكر إذن؟!

تركتك بعد أن عزمت, و عُدت و كتبت و كتبت و كتبت ثم سُرقت و لم أعد حتى الآن, أخرجت أجنحتي التي إعتدت أن أُخفيهم داخل ثياب المنطق و المفروض و حلّقت, كلما قصّ أحدهم أجنحتي نبتت أجنحة أخرى كأنما أصابتني لعنة الأجنحة, لكن أنتِ يا نهلة ماذا عن أجنحتك؟, لماذا قبِلتي أن تُقصّ و إستسلمتِ ببساطة لقيودك, بماذا ينفعك المجتمع و الأهل و كلام الناس و أنتِ حبيسة واقعك, هل تخافين السقوط؟ إذا خفنا يا نهلة لن نعيش, و فنانة رقيقة و موهوبة مثلك رأيت الألق في عيناها يوم المعرض لا يجب أن تخاف, أعرف أن مشكلتنا الناس السيئين, لكن هؤلاء نقابلهم دائماً في العمل و في الحياة, فلماذا تتوقف أحلامنا بسببهم, فليذهبوا إلى الجحيم.
نهلة أريد أن أُخبرك بأمر..
الحُب موجود
نعم ليس وهم أو أكذوبة أو مُجرد كلمة يزجّون لنا بها في الأُغنيات و الأفلام حتى نُشاهد الحُب و لا نُمارسه, الخبر الجيد أنه موجود, سترينه يوماً و تشعرينه, لكن أنصحك وقتها أن تتخلي عن منطقك و حساباتك و أن تدعي نفسك لسطوته, و لا تخشي من عيوب الرجال, فمهما كانت قبيحة لن ترينها عندما تُصبحين عاشقة, بل ستجدي نفسك دائماً غارقة في المُبررات الوردية, لا تظنيها حماقة يا نهلة, فالعقل يُفسد العاطفه و العشق يُقدّسها, و بعض الرجال يستحقون هذا العشق الذي لو عاد بنا الزمان لإخترناه ألف مرّه.

 أعرف أنكِ لست من هؤلاء الذين يرهنون سعادتهم بوجود رجل, فيعيشون حياتهم في إنتظار و ضجر, و أعرف أنك تُصابين بالغثيان من فكرة زواج العقل أو أن الحُب سيأتي لاحقاً, لذلك أنتِ مُختلفة, و لذلك أنتِ صديقتي, لكن قلبك الحالم يستحق فرحة, و أنا موقنة أن فرحة كبيرة في إنتظاره, فقط لا تحبسي نفسك في جُدران الغُرف الضيّقه, فالحُب و الإبداع أبناء الحُريّه, دعي نفسك للريشة و الألوان و عودي لرسم أحلامك و تحقيقها و أخرجي طاقة قلبك على اللوحات, فكل القيود التي تُحاوطنا ما هي إلّا من صنع خيالنا..لكن من يُصدّق في حلمه لابد و أن يُحققه, و أنتِ تحلمين بالسعادة و تستحقينها.

مُمتنّه أنا لكِ لأنك كُنتِ سبباً لإلهامي و عودتي للكتابة...لإثمي العظيم :)

الأحد، 14 يوليو 2013

إليك يا مستر محمد


إليك يا أُستاذي العزيز

مرّت سنوات طويلة و أعرف أنّك تركت المدرسة و عُدت للتدريس بكُلّية العلوم, لكن من حُسن حظّي أني كُنت تلميذتك في يوم من الأيام, أنت لم تكن هذا المُدرّس السمج الذي يلقي في وجوهنا المعلومات و يتركنا لنضرب الأخماس في الأسداس, و لم تكن هذا المُعلم المُهرّج الذي يملأ الدُنيا بالنكات و القفشات دون أن نستفيد شيئاً, و أيضاً لم تكن هذا المُدرس الصامت الذي يشرح بضمير و تأنّي و من ثم ينتهي دوره, كُنت صديق و مُعلم, تُسقينا في حصصك الإلتزام الأخلاقي و العلمي و تشرح ببساطة من قلب مفتوح, أثرّت في حتى أنّك جعلتني أُغيّر طريقة تعاملي الضجره مع العلوم و المُذاكرة.

صدمتني في أول حصّة معك عندما وجدتك تسأل بطريقة مُفاجئة و مُحرجه, لم أكن أعرف أن الجد عندك مُختلط بالهذل, كرهت التعامل معك, أنت لم تعرف أنّي إنسانة قليلة التركيز غارقة ليل نهار في أحلام اليقظة, خاصة في تلك الحصص المُملّه, حصص العلوم بأنواعها, كُنت تُضايقني, جعلت أكثر تركيزك معي, و لن أنسى في إمتحانك الأول عندما أعطيتني أقل درجة, ضحكت علّي و قارنت فشلي بتفوق أخي, الأول دائماً..سُخريتك تلك بقدر ما أزعجتني بقدر ما غيرتني.
كنت في سنوات دراساتي الإبتدائية و حتى الصف الثاني الإعدادي من هؤلاء الذين يجلسون في الصفوف الأماميه و يحصلون على المراكز الأولى, و تحولت عند سنة الإعدادية لأُصبح من هؤلاء الذين يجلسون في الأركان و يتخفّون من مُعلميهم حتى يتسنى لهم أن يسرحوا و يرسموا على المكاتب دون إزعاج و فقدت مع عند المُراهقه تفوقي, قبل أن ألقاك كُنت أسمع من فصولك صوت ضحك هادر, و مع ذلك أخبروني أنك وحش الكيمياء, تصورتك رجل خمسيني أصلع و عيناه بارزتان, خوفي منك كان مُسبق, و ظل حتى بعد أن رأيتك شاب ثلاثيني مرح و صارم في آن واحد, و أنت ضاعفته بتعمّدك إحراجي.

حتى كان هذا اليوم الذي لم أتمالك نفسي و بكيت فيه أمامك, لم تُعاملني بعطف و لا تجاهلتني, قلت بحياد كأنك تُقرّ بحقيقة واقعه (إنتي شاطره و هتكوني أحسن طالبة عندي في الترم التاني) لم أدرِ ما حدث بعدها ربما إيمانك بي جعلني ألتهم الكُتب و أُذاكر على طريقتك المرحه الصارمه, و أتيتك في الترم الثاني بثقة أكبر, كُنت متحفّزه لك و إتخذت قراري بأن أردّ عليك إن سخرت منّي, و هكذا أصبحت أرد عليك الكلمة بالكلمة و أجاوبك قبل أن تسأل, و أخلط مثلك الجد بالهذل, أصدمك بردودي و سُرعتي, فرحت في نهاية العام عندما سمعت أنك تُحدّث كل الفصول عنّي و تتباهى بي, (كان عندي طالبة فاشلة بقت أشطر واحده في الفصل..).

و اليوم الفارق في حياتي و لن أنساه هو آخر يوم لنا معك, عندما طلبت منّي دون غيري أن أنهض و قُلت أنّي أفضل طالبة مرّت بك و أزدت, ليس دراسياً فقط لكن خُلُقاً و عزيمةً و شخصية, و قُلت أنّي حققت لك معادلة صعبة أن أكون متفوقه(دحاحه) و خفيفة الروح, سعدت بل و طرت من كلماتك, أتيتك العام التالي و أنا معي الـ A+ دليل نجاحي..و نجاحك.
و هكذا تغيرت طريقة دراستي و أقبلت على المُذاكره و أحرزت أعلى النتائج في المواد الأخرى..ذلك كان قبل أن تصدمني الدراسة الحكومية في الكُليّه :)
أشكرك يا مستر محمد لأنك زرعت بي الثقة و اليقين و القُدرة على التغيير

*مستر محمد حمدي..مُدرّس الكيمياء المعروف لكل من تخرّج من مدارس دار التربية أو حصل على شهادة الـ IGCSE آنذاك.

الخميس، 11 يوليو 2013

التدوين من وحي الصورة


و شوقي إليك كشوقي لبيتي القديم, لحميميته و دفئة و صدقه و إحتواءه..لضحكتي العاليه و أنا في حُضنه...لتلك المُشاغِبة التي كانت ترسم على جُدرانة و توشوش أركانه, و تُمسّد أرضه بأطراف قدميها و هي تنساب فيه.
و شوقك إليّ كالموج العالي, يُفاجئني, يغمُرني, يملأني بالصخب, ثم ينحسر و يتركني..لا يبقى منه إلا مياة الأرض الساكنة تؤلمني, و تُذكرني بأن كان هُنا موج.
أتعرف..سأرتدي ثوبي الذي تُحبّه و أعد الطعام و أُعلّق الثياب النديّه في الشُرفة, ثم أجلس بعتبة بيتي القديم..في إنتظار الموجه التالية..


لأنك أنت..لأنك وحدك من يعرف كيف يستخلص ضحكتي من بين الألم..فلتبقى معي حتى النهاية..و لتكُن آخر زفراتي ضحكة!


و ليس أصدق من عاطفة تأتي من البراءة و ليس أجمل من الحُب العفوي المُعلن في الطُرُقات...


عندما وقفت على رصيف محطتنا الأخيرة و حاولت أن أودّعك لم أفلح...تجمّدت...فلا أنا حيّه و لا ميّته..ألم أقل لك أنّي أكره الفراق..لماذا تفعل كل ما أكره..و لماذا أحبّك رغم ذلك..(من وحي رائعة أنا عشقت)


رأيت العجلة الكبيرة المُلوّنه, تدور فتُغريني بأن أقترب, و حولها هذا البريق الفضّي يضوي فكأنه يناديني أن..تعالي, إقتربت بجناحي الصغير الذي قيّدوني منه ذات يوم, إقتربت و كُلّي أمل أن أسير على الفضّه و أدور مع العجلة, إبتلت قدماي ثم لم أجد إلّا ســـراب..فظللت أسير بكبرياء فوق الماء و أتلمس ظل العجلة و أقول لنفسي..أنا سعيدة.


و أنا صغير شاهدت كارتوني المُفضّل في الفناء المهجور الممتلئ بالقمامة..و إستمتعت
و عندما كبرت كتبت روايتي الأولى و الكُل ينهشني و يؤذيني و مُدُني تغرق من حولي..و إستمتعت
أجمل الأشياء تلك التي نستمتع بها دون أن نشعر بالخراب حولنا..

الثلاثاء، 9 يوليو 2013

و للكلمة ألف معنى


كل سنة و إنتي طيبة
لمّا أمي قالتهالي كُنت عارفه إنها بتدعيلي إن رمضان يعدّي عليه و أنا سعيدة و مرتاحه و قُريبة من ربنا

كل سنة و إنتي طيبة
لمّا إبني قالهالي كُنت عارفة إنّه بيفكّرني أجيبله الفانوس اللي لسه مجبتوش

كل سنة و إنتي طيبة
لمّا أختي قالتهالي كُنت عارفه إنها بتقولي فاكرة زمان و إحنا بنقضّي رمضان كله سوى

كل سنة و إنتي طيبة
لمّا صَحبتي قالتهالي كُنت عارفة إنها بتعاتبني عشان بقالي كتير مكلمتهاش

كل سنة و إنتي طيبة
لمّا جاتلي على الميل من معظم شركات الدوا كُنت عارفه إنهم بيقولولي متنسيش ملفاتنا يا دكتورة

كل سنة و إنتي طيبة 
لمّا جاتلي في رسالة من زوجي رغم المسافات
كانت حروفها بتقول لسّه بحبــــك

و لمّا هتقولوهالي دلوقتي هبقى عارفه إنكم بتهنوني برمضان :)

كل سنة و إنتم طيبين رمضان كريم غصباً عن الألم



الأحد، 7 يوليو 2013

حنيني مثل الأرض


و حنيني مثل الأرض
صلب..هادئ..مُتحفّظ..مُترامي الأطراف..
ساكن ليل نهار
و بباطنه حرارة تصهر الكون
و حمم و براكين
و كتائب مجهولة من الثوار!



السبت، 6 يوليو 2013

إليكِ يا ولاء


إليكِ يا ولاء يا صديقتي المُقرّبة
أو هكذا كنتِ

أتذكرين يا ولاء عندما إلتقينا للمرة الأولى في درس الكيمياء, عندما رأيتك بعدها في أول يوم لي في الكُلية لم أعرفك لكن أنتِ عرفتيني, لا أدري ما الصدفة الغريبة التي جعلتنا قريبتين إلى هذه الدرجة, نفس الكٌلية و نفس الحي يبعد بيننا فقط شارعين, أعضاء في نفس النادي الذي شهد أروع أيام صداقتنا, و لنا ملامح قريبة و تكوين جسدي قريب حتى أن كل من عرفنا أيامها ظن أننا توأمتين, و كان هذا بقدر ما يُسعدنا بقدر ما يُزعجنا عندما كانوا ينادوني ولاء و أنتِ شيرين, أظُنّك تذكرين هذا الولد الذي تعرّف علينا في السنة الثانية و ظلّ محتار في أمره, أعتقد أنه كان مُعجب بكلانا فعلاً و أنا أغلقت بابي في وجهه كعادتي وقتها, و أنتِ تركت الباب موارباً كعادتك وقتها.

عادتك هذه كانت تُغيظني أتعرفين لماذا, لأنهم كانوا يسألوني بإعتباري صديقتك المُقرّبه عن حقيقة مشاعرك, و كنت أُجيب بما أعرف, فأقول لا لا تُحبك, فيكرهوني أنا لأني مُفرّقة الأحبّه, و في الحقيقة أنك لم تحبّي أي منهم لكن بابك الموارب كان يُعطيهم أمل, أوئده أنا بصراحتي, هذا النوع من البشر الذي يزرع الأمل في قلوب الجميع حتى يحظى بوجودهم حوله دائماً غير آبه بمشاعرهم, و أمر آخر كان يُغيظني فيكِ, أنك كنتِ تكرهين أن يكون لي صديقات غيرك, كنتِ تثوري و تغضبي عندما تريني بصُحبة غيرك, حتى (الشلل) الكثيرة حولنا كُنا نُصاحبهم من بعيد, كُنّا نُفضل حكاوينا و ثرثتنا بعيداً عنهم.

لازلت أذكر نافذة بيتك التي كُنّا نُطالع منها النجوم و نحلم, كانت لنا أحلام جميلة, حُب و حُب و حُب, و الشوارع التي ملأناها بضحكنا, مصدق, محي الدين, عمّان, شهاب, وادي النيل, و أماكننا المُفضلة غير النادي, بيتزا هت الجامعة الأمريكية, لابوار مصدق, روستري و كورتجيانو,  ملابسنا المُتشابهه, السلسلتان, Friends و Forever (مازلت أحتفظ بـForever) , كشاكيل الكُلية التي مازلت أحتفظ بها, المُمتلئه بأغانينا و رسوماتنا و بعض التعليقات, رسمك كان سيئ و كنت أُجاملك بالمناسبة, أتذكرين عندما كتبت لكِ كلمات عفوية تُشبه الشعر, و كُنت أُحبك حقاً, لكن على عكس ما توقعت وجدت أن كلماتي مثار سخريتك, لم تُصدّقي و ظننتي أنّي أُبالغ, هو موقف طفولي لكني لا أنساه..مازلت أيضاً أحتفظ برسائلك القديمة التي تحمل الفرحة و الإكتئاب.

 تظنين أنكِ تركتِ أثراً طيباً بعد سنوات صداقتنا الطويلة, لكن الحقيقة هي أنكِ تركت أثراً مؤلم ظل يرافقني طول الوقت و جعلني أتغير, أصبحت بعد صداقتنا فتاة الحدود, لم أجعل فتاة بعدك تُحدثني عدة مرات في اليوم و تقترب مني و من أفكاري و تفاصيلي, وضعت حدود قوية و لم أسمح لأحد بأن يقترب, فأصبحت صديقة الجميع و لست أبداً قريبة من أحد, بإختياري كرهت القُرب, فكل تلك الدموع التي ذرفتها معك, و كل هذا اللوم و العتاب الذي كنتِ تُكدرين صفوي به, و كل هذا التحكُّم و التدقيق و المُلاحقه و الخصام الذي غمرتيني به لم يجعلوا مني بعد صديقة لأحد بنفس القُرب, صراحة لا أعرف ما أبقاني على هذه الصداقة أو العلاقة المُتعبه رغم لوم الجميع علّي, السبب الوحيد هو أنني كنت حقاً أُحبك, لكنك بكل غباء دمرتي هذا الحُب, و لم أُعاتبك يا ولاء لأن ألمي كان أكبر من أي عتاب.

لا أود أن أذكر تفاصيل شهادة وفاة صداقتنا التي قتلتيها فور خِطبتي, فأنتِ تعرفيها, و كم بكيت و تألمت حين عرفت بزواجك المُفاجئ بعدها لأني بعد كل هذه الأحلام لم أكن جوارك و لم أراكِ و أنتِ عروس, كل إعتذاراتك بعدها لم يكن لها أي معنى, و محاولاتك العديدة للعودة باءت جميعها بالفشل, لأنك بعد كل هذه السنوات لم تعرفي شيئاً مُهماً عن صديقتك, أنها مُتسامحه لحدود بعيدة, لكن عندما تقتربي من هذه الحدود فإن شئ داخلها يموت و لا تعود أبداً كما كانت, كنتِ تظنين أنني كعادتنا دائماً سأطير لرجوعك بعد كل خصام و أحتضنك و أغمُرك بدموع صدق و حُب, لكن ما حدث أني أصبحت أعود رأفة بعلاقة قديمة و بشكل مُذري و مُهين لما كنّا عليه, ففضلت الإنسحاب تماماً.

عندما قابلتك صُدفة من شهر بعد أعوام طويلة أكذب لو قلت أنّي نسيتك فيهم, كان لقاء سيئ كميّت أراد أن يصحو مرة أخرى لكن العالم حوله تغير و لم يُصبح عالمه, لم أتعجب حينها كما تعجبتي أنتِ لأنك كنتِ ترتدي نفس ثوبي بلون مُختلف, كُنتِ مُتلهفه علّي و عاتبتيني بتقريع كعادتك الدائمه, بسرعة سجلّتي رقمي و أضفتيني على الفيس بوك قبل أن أضيع منك مرة أخرى, أرسلتِ الصور و كتبتِ على حسابي كلمات الصداقة الجميلة, لكن كل هذا لم يهز قلبي قيد أنملة, أنا لست قاسية بطبعي, لكن كثرة الطعنات بعد الكثير من العطاء و الحُب و التخطي جعلتني أجفل و أبعد, خاصة أنني أصبحت فتاة الحدود.
أأخُبرك بشئ يا ولاء..عندما يتكسّر الزجاج محاولة إصلاحة تخدش و تكون مؤلمه بشكل أكبر..فلنتركه أفضل يعكس الذكرى.

و لنتعامل بشكل أليق بالحاضر..بالحدود.

الجمعة، 5 يوليو 2013

كان يا ما كان..


كان في مرّة شعب إختار رئيس جديد و ملوا الميادين و ضربوا نار و زغرطوا و كانوا فرحانين..بعد سنة بالظبط نفس الشعب شال رئيسه و برضو مالوا الميادين و ضربوا نار و زغرطوا و كانوا  فرحانين!

كان في مرّة ناس بتُنفخ المتظاهرين و تعتقلهم و تتصدلهم..و بعدين بقوا بيوزعوا عليهم عصير و ميّه و بقوا بيتشالوا على الكتاف...و كان في ناس بدقون كبيرة بيقولوا الخروج على الحاكم حرام..و بعدين خرجوا و مضوا عقد إحتراف كمان...و كان في ناس ماشين في طريقهم عايزين مصلحة مصر و مش طالبين غير عيش حُريّة و عدالة إجتماعية..إتشعلق فيهم إخوان..و بعدين إتشعلق فيهم فلول..بس هُمّا لسه ماشين و مكملين في طريقهم!

كان في مرّة ناس بكروش و وشوشهم ناعمة مالين البرامج..مشيوا و جه مكانهم ناس بدقون و بيبتسموا و ملوا البرامج..و بعدين مشيوا..أم جه الناس اللي بكروش و وشوش ناعمه ملوا البرامج تاني! هو مفيش ناس تالته

كان في مرّة واحدة كل اللي حواليها فرحوا و جابوا أعلام و وزعوا شربات و مبطلوش كلام..و هي بتضحك معاهم و بتشرب الشربات..لكن الحقيقة إنها مش مرتاحه و مش فاهمه و مش قادرة تفرح للآخر!

كان في مرّة واحد كل ما واحدة تحبّه..تتصبغ بروحه و تتلون بلونه..إلا واحدة بس فضل لونها فاقع بين الباقين..متغيرش..

كان في مرّة ناس فاكرين إن أي حد ضدهم مبيحبش الإسلام و إنه بعدم وجودهم في السُلطة خلاص مبقناش دولة إسلامية لأ و بقنيا دولة كافرة..مع إن اللي يدور يلاقي إنهم مقدموش أي حاجه للإسلام!

كان في مرّه واحدة نزلت تتظاهر في الميدان مع إنها كانت خايفة من حواديت التحرُّش..بس الرجالة كانوا بيوسعوا لها طريق و يعملولها جدار بشري عشان تعدّي و يحافظوا عليها أكتر من روحهم..و هي راجعة واحد سألها بعُنف كنتِ فين و لمّا قالتله التحرير قالها بنص ضحكة (سوق المُتعة)!

كان في مرّة واحدة حبّت مصاص دماء...أصله وعدها يجدد دمّها!

كان في مرّة واحدة وقفت فوق قمّة جبل واعر و فردت دراعتها و إتنفست..أول مرة يدخل صدرها أكسجين..لاقوها تحت الجبل..محدش عرف طلعت إزاي و لا حد عرف وقعت إزّاي! بس قلبها لسّه بينبض و صدرها فضل ماليان أكسجين..


كان في مرّة مُهرة عفيّه بشعر ناعم و قلب صادق عارفة إنها مهما إتنهشت و إتجرحت لها الأثر الأقوى...أثر الفراشة..

كان في مرّة كاتبة عرفت أخيراً..إن الألم الحقيقي الكبير بيكون أقوى من إنه يتكتب..و إن كل ألم بيتكتب بيكون أدب مش ألم..و إن قصص الحُب الحقيقية مكانها القلوب مش السطور..و إن كل كتابة عن الحُب هي مجرد محاولة..

كان في مرّة شعب عمل ثورتين..و بعدين رجع للصفر من غير ولا واحدة!...لأ صحيح كان معاه علم و صور للشهداء...و شوية أغاني وطنية.

الأربعاء، 3 يوليو 2013

إليك يا من إخترتك و إعتبرتك رئيسي


هكذا هم الرجال الحمقى, يكذبون, يحنثون بوعودهم, يضربون بثقة وضعناها بين أياديهم عرض الحائط, يلوثون دماءنا بأياديهم, يفلتون أحلامنا من قبضتهم, ينتمون لمن لن ينفعهم أو يضر و ينسون من أيّدهم و أعطاهم كل الحقوق للعبث بمستقبله, يفرّقون و يشتتون من إجتمعوا عليهم, يتشبثون بكراسي قُطنية مُذهبّه و لا يتشبثوا بكُرسي في القلب.
ثم يأتون مُتأخرين ليُعيدوا حساباتهم
عفواً لقد فات الوقت
فقدت شرعيتك
أنت و جماعتك خارج الشرعية

الثلاثاء، 2 يوليو 2013

إليكِ يا جوري


إليكِ يا إبنتي الجميلة التي تنام جواري الآن و أكتُب على صوت أنفاسها الرقيقة

أتعرفين يا جوري كم حلمت بكِ, و تمنيت أن تكوني معي, لن أكذب عليك فأول من علق برحمي كنت أتمناه ولداً لأسباب سأشرحها لكِ, لكن هذا لم يمنع أنّي كنت أحلم بكِ كل يوم, أردتك صديقتي و أنا من حرمت نفسي من الصديقات القريبات, كُنتِ أملي الوحيد في أن أجد من تُشاركني إهتماماتي النسائيه بالثياب و الزينة و أمور أُخرى, و كنتِ الوحيدة التي تمنيت أن تكبر حتى تفهمني, تُناقشني و تتحملني في كل حالاتي, خاصة بعد أن تزوجت خالتك و سافرت لبلاد الثلج, لم تُكن الدمى الكثيرة التي إمتلكتها و دللتها و علمتها إلّا تجربة لما سيكون بيننا يا دُميتي الأخيرة الأجمل, عندما قال الطبيب لحظة ولادتك (بنت جميلة) و عندما أخبرني أباكِ و أنا لم أفق من تعبي بعد أن إبنتنا جميلة و لها عيون رمادية, لم أتعجب أو أفرح فأنا كنت أعرف أنكِ جميلة.

أخاف عليكِ يا جوري لأنك جميلة في زمن قبيح, في هذا الزمن يُقبّحون من الشقراء بيضاء البشره, يكادون يتهمونها بالتفاهه و السطحية و أنها لا تتعدى كونها زهرة زينة و قطة منزلية, حتى الرجال يُفضّلون القول أنهم يُحبون السمراوات, الخمريات, النحاسيات, حتى يُتموا صورتهم المُتحضّره, و لا يبدون في صورة الذكور التافهين الذين تذهب عقولهم أمام البشرة البيضاء, و الحقيقة يا إبنتي ليست كما سيقول لكِ الجميع أن الجمال جمال الروح و الخُلُق, فكم من جميلات روح لم يجدن من ينظر لأرواحهن, و جميلات خُلق لم يلفتن النظر أصلاً, أن تكوني جميلة يا جوري هو أن تكوني نفسك, تُحبي نفسك و تثقي بها, أن تكوني جميلة أن تُعطي و تُحبّي و تملأي الدنيا بإبتسامتك, الحاقدات لسن جميلات حتى لو بلغن أعلى مواصفات الجمال و الرقة, و الدجاجات لسن جميلات حتى لو قدمن ريشهن كله للديوك, لا تكوني دجاجة أخرى مثل الجميع, و لا تنتفي ريشك من أجل أحد, فقط كوني نفسك, و طيري ما سمحت لك به جناحاتك, أنا لن أكون لك قيد يا إبنة عُمري.

عندما تُحبّي يا جوري إثبتي مكانك و لا تندفعي وراء مشاعرك, فالحُب لا يأتي بالإندفاع و إقتناصك لبعض السعادة لن يجعلك سعيدة طول العُمر, أغلب الرجال يتلذذون بالعاشقه المندفعه يُحبون من تُجنّ بهم لكنهم لا يتمسّكون بها لأنهم يعتبروها صيد مضمون, فرُدّي بابك دائماً لا تفتحية على مصراعيه, كوني مُتسامحه مُتفهّمه لكن لا تعودي أبداً لمن يفلت يدك, فالأمان عندما يذهب لا يعود أبداً, لا تغرّنك كلمات العشق و وعوده, فكل هذا هباء بدون صدق, تلمّسي الصدق بقلبك, أتمنى ألّا يكون في حماقة قلبي, لا تكتفي إلّا بحبيب تكونين له الحياة, و ليس من الضروري أن يكون هو لكِ الحياة فتخسرين نفسك بغيابة, و إعلمي أنهم يُحبون و يبقون على أرواحهم حُرّه أمّا نحن حين نُحب نهبهم أرواحنا أولاً, فلا تهبي روحك إلّا لمن يستحق, و كوني قوية, لا تدّعي القوة مثلي و مشاعرك من زُجاج, أعرف أن لك شخصية غريبة تصل إلى ما تُريد دون عناد, أحمد الله أنكِ لست بغلة حرون مثل أُمك, تُكسر شكيمتها كل حين, و أعرف أنكِ ثقيلة الطبع مثل أباكِ و لستِ سريعة الذوبان و الفوران و الغليان مثل أُمّك, و هذا ما يُطمئني.

فرحت و لم أُظهر فرحتي عندما وجدتك تُخاصمين من يُغضبك, خاصمي يا جوري لا تكوني مثلي فأنا لم أجد من يُعلمني الخصام, رائع أن تستطيعي أن تتجاهلي بقلب جامد, بدلاً من أن يقتلك التجاهل و يُضعفك, جميل أن تُجبري من يؤذيكِ على الإعتذار و تجعليه يُفكّر مائة مرة قبل أن يؤذيكِ ثانية, تلك أشياء حُرِمت منها أُمك بتسامحها الأحمق,  لكن يا صغيرتي لا تفجُري في خصامك, الفُجور صفة النفاق و الفُجر في الغضب و الخصام يجعل منك قاسية القلب ميتة الإحساس, صحيح أني أحياناً أتمنى لو أني أفقد إحساسي و كل مشاعري دُفعة واحدة, لكن بدون إحساس لن نُصبح إلّا مسوخ تمشي على الأرض,  يتجنبهم الناس حتى و إن أظهروا غير ذلك.

و أخيراً يا إبنتي أنا لن أُطالبك بأن تكوني شئ أريده كما طالبوني, و لا بأن أكون بنظرك الأُم الميثالية, الحقيقة أني أكره الميثالية, تلك التي ربّتني عليها جدتك ظناً منها أنني سأكون بمأمن من شرور الدنيا, و بأن الميثالية تدفع عنّا البلاء, فقط أوصيك بأن تظلي قريبة من ربّك و تحرصي على تدعيم  إيمانك, و أن تعيشي الحياة ببساطه و حُب لكل ما و من حولك, و ألا ترضي بنصف عاطفة أو نصف عشق, أنصاف الأشياء تُعذّبنا, كوني راضية طموحة يا إبنتي و لا تتمني أقل من النجوم.

ملحوظة1:الجوري هو نوع من الورد الشامي الأحمر
ملحوظة2 : أنا ماعنديش بنات للجواز ;)

الاثنين، 1 يوليو 2013

باب الخروج


أقرأ هذه الأيام رواية "باب الخروج"
فأجدني أقرأ واقعنا و واقعي بمتعه و إندهاش
أؤيد البيان العسكري و أؤيد عز الدين شكري فشير
تلك كلمات من الرواية وجدتني فيها


إن الأمور لا تتحسن مع الوقت بل نحن الذين نعتاد سُوأَها

الحقيقة أنى كلما فكرت فى حياتى السابقة أفاجأ بأنى لا أندم على شىء فعلته بقدر ما أندم دوما على أشياء لم أفعلها

لا أحب الكلمات، لا أثق بالكلمات، لا تحمل الكلمات، حين أنطقها، المعنى كما يكون داخلى

كان بإستطاعتي أن أعدها بالحماية وبالأمل وبالسعادة، وراودتني نفسي لكني منعتها. تعلمت الدرس. قلت لك إن أسوأ شيء أن يكون المرء جبانا ويدّعي الرجولة. كن جبانا إن لم يكن هناك بد، لكن لا تضلّل من تحب فتجرحه مرتين

وكانت لها نظرة عتاب مستمرة تُبقِيك منتبها كى لا تخطئ فى حقها

حين تحب حقا لن تحتاج إلي أن تغفر الماضي لمن تحب، بل ستحبه بماضيه وأخطائه التي جعلته من هو

ينادون بالحرية والعدل والمساواة، فهل يحتملونها فعلا، تلك القيم؟ هل يقبلونها لغيرهم أم يريدونها لأنفسهم فقط؟ ثاروا من أجلها ، فأين هى تلك الحرية التى منحوها لخصومهم؟ مَن منهم تَوخَّى العدل حين استطاع الظلم؟ مَن منهم عامل الآخرين بالمساواة التى كان يطلبها؟ لا أحد، لا الإخوان ولا السلفيون ولا اليساريون ولا الديمقراطيون

وعرفت، في هذه اللحظة، أن الوصال لا يشفي من الهوي

تذكر أنك لا تعرف إمرأة حقاً و لا حقيقة مشاعرك نحوها حتى تمام الوصال


لم يكن أى منا بحاجة إلى الحديث، ولم نكن نتحدث كثيرا عادة؛ نجلس متقابلَين ونتبادل النظرات كأنها ماء نشربه


هل توجد كلمة تصف الشعور بالاختناق، والحزم العميق، والفقد، والضياع معا؟ ربما الفجيعة هي الأقرب، ومعها إحساس أني خُدعت في كل شيء صدقته وعملت من أجله. ومعها شعور أن العالم مليء بالشر والقبح وعديمي الإنسانية، وأن الباقي سُدى..


أمّا هذه فرسائلي أنا


غداً سأكتب أول رسالة ضمن سلسلة من الرسائل التي نويت كتابتها لكل من أثّر بي قريب كان أو بعيد, حاضر كان أو راحل, المهم أن يكون شخص واقعي من لحم و دم و ليس من صُنع خيالي, و ليس بالضرورة أن يكون أثره علي إيجابي فكثير من الآثار السيئة التي يتركها الناس علينا, تجعل منّا أفضل, و كثير من الضربات تمنحنا قوة و المزيد من المُثابرة, و قد كانت إنتشرت فكرة الرسائل على المدونات منذ عدة أشهر, وكنت أتجنبها لأني إعتبرت رسالة من/إلى شخص لا يعرفني أو أعرفه بشكل جيد ستكون إمّا مجاملة لن تنفعني أو تضرني, إمّا تكون نوع من البوح و الحديث عن ذاتي و عذاباتي في شكل رسالة, و هذا أيضاً لم يروقني, رغم معرفتي التامة بأنها منذ الأزل أحد الفنون النثرية التي لا يُبدع فيها إلّا أبرع الكُتاب, و أنها تُظهر جانب من أفكارنا لم نكن لنُدركه و تجعل قراءتنا أسهل و أرواحنا أوضح.

أمّا عن أسباب رغبتي الآن في كتابة الرسائل فهي تتثمل في سببين, أولهما هو إعتيادي على كتابة الرسائل طوال الوقت, فبيني و بين أبي المُسافر كانت رسائل كثيرة مازلت أحتفظ ببعضها, و بيني و بين أُمي التي لم يكن يفصلني عنها إلا جدار, كانت رسائل العتاب و الإعتذار, و بيني و بين صديقتي الأقرب كانت رسائل المرح و الحكي في الإجازات عبر البحار, و مازلت أذكر أول رسالة غرام تصلني و أنا في المدرسة أخفيتها و كنت أقرأها كُل حين في الحمام, ثم رسائل أخرى بين ثنايا كُتُب الكُلية كُنت أُطالعهم ثم أمزقهم و أنا أضحك و أقول في سرّي و أحياناً للمُرسل (مُراهقين), ثم أصبحت رسائلي أطول و أعمق بالحبر و الدموع عندما كانت للرجل الذي شاركني غُرفتي و حياتي, مزقت معظمهم و إحتفظ هو ببعضهم رغماً عني, و الآن رسائلي مستمره مع إبني الذي فاجأني دون أن يعرف تاريخي مع الرسائل برسالة عتاب غاضبه تلتها رسالة إعتذار مُزيّنة بالورق اللاصق المُلون و الكارتون الأحب إليه, كما كتبت من قبل العديد من أقرب رسائلي إلى قلبي على المُدوّنة.

السبب الثاني أني إكتشفت أن كثير ممن حولي يستحقون أن يعرفوا مدى تأثيرهم على نفسي, و يُدركون ما تمنيت دائماً أن أقوله لهم, هذه الرسائل سأحاول أن أجعلها خاليه من هذا الغريب الذي يقف بيني و بين كُل ما أكتُب, و سأحاول أن أجعل المُرسل إليه يقرأها و يعيها حتى و إن مرّت سنوات, سأحتفظ بها له...و لن أنتظر رد, فقد علمني الزمان أن أفعل و لا أنتظر رد الفعل حتى لا يخيب أملي المُزدهر دائماً.
و لكم جزيل الشكر في تحمُّل مختلة مثلي تغلق الأبواب عندما تنقطع أنفاسها و تسقط على الأرض ثم تعود لتفتح نافذة من أمل تُغنّي خلفها :)