غداً سأكتب أول رسالة ضمن سلسلة من الرسائل التي نويت كتابتها لكل من أثّر بي قريب كان أو بعيد, حاضر كان أو راحل, المهم أن يكون شخص واقعي من لحم و دم و ليس من صُنع خيالي, و ليس بالضرورة أن يكون أثره علي إيجابي فكثير من الآثار السيئة التي يتركها الناس علينا, تجعل منّا أفضل, و كثير من الضربات تمنحنا قوة و المزيد من المُثابرة, و قد كانت إنتشرت فكرة الرسائل على المدونات منذ عدة أشهر, وكنت أتجنبها لأني إعتبرت رسالة من/إلى شخص لا يعرفني أو أعرفه بشكل جيد ستكون إمّا مجاملة لن تنفعني أو تضرني, إمّا تكون نوع من البوح و الحديث عن ذاتي و عذاباتي في شكل رسالة, و هذا أيضاً لم يروقني, رغم معرفتي التامة بأنها منذ الأزل أحد الفنون النثرية التي لا يُبدع فيها إلّا أبرع الكُتاب, و أنها تُظهر جانب من أفكارنا لم نكن لنُدركه و تجعل قراءتنا أسهل و أرواحنا أوضح.
أمّا عن أسباب رغبتي الآن في كتابة الرسائل فهي تتثمل في سببين, أولهما هو إعتيادي على كتابة الرسائل طوال الوقت, فبيني و بين أبي المُسافر كانت رسائل كثيرة مازلت أحتفظ ببعضها, و بيني و بين أُمي التي لم يكن يفصلني عنها إلا جدار, كانت رسائل العتاب و الإعتذار, و بيني و بين صديقتي الأقرب كانت رسائل المرح و الحكي في الإجازات عبر البحار, و مازلت أذكر أول رسالة غرام تصلني و أنا في المدرسة أخفيتها و كنت أقرأها كُل حين في الحمام, ثم رسائل أخرى بين ثنايا كُتُب الكُلية كُنت أُطالعهم ثم أمزقهم و أنا أضحك و أقول في سرّي و أحياناً للمُرسل (مُراهقين), ثم أصبحت رسائلي أطول و أعمق بالحبر و الدموع عندما كانت للرجل الذي شاركني غُرفتي و حياتي, مزقت معظمهم و إحتفظ هو ببعضهم رغماً عني, و الآن رسائلي مستمره مع إبني الذي فاجأني دون أن يعرف تاريخي مع الرسائل برسالة عتاب غاضبه تلتها رسالة إعتذار مُزيّنة بالورق اللاصق المُلون و الكارتون الأحب إليه, كما كتبت من قبل العديد من أقرب رسائلي إلى قلبي على المُدوّنة.
السبب الثاني أني إكتشفت أن كثير ممن حولي يستحقون أن يعرفوا مدى تأثيرهم على نفسي, و يُدركون ما تمنيت دائماً أن أقوله لهم, هذه الرسائل سأحاول أن أجعلها خاليه من هذا الغريب الذي يقف بيني و بين كُل ما أكتُب, و سأحاول أن أجعل المُرسل إليه يقرأها و يعيها حتى و إن مرّت سنوات, سأحتفظ بها له...و لن أنتظر رد, فقد علمني الزمان أن أفعل و لا أنتظر رد الفعل حتى لا يخيب أملي المُزدهر دائماً.
و لكم جزيل الشكر في تحمُّل مختلة مثلي تغلق الأبواب عندما تنقطع أنفاسها و تسقط على الأرض ثم تعود لتفتح نافذة من أمل تُغنّي خلفها :)
هناك 3 تعليقات:
صلى على النبى
زيدى النبى صلاه
من عيوب التكلونجيا انها فى طريقها بتدوس على اشياء جميلة منها الرسائل
اللى كل الشعراء و كل المغنين اتكلموا عن الرسائل
بجد الرسائل دى فيها ريحة البشر
بموت فى فيروز فى الاغنية دى
http://youtu.be/946CZw_nVgA
و بحب عبد الحليم فى الاغنية دى
http://youtu.be/Aq1bcYS63dI
و عيشت و تخيلت الحكاية دى لنجاح سلام
http://youtu.be/aIqbs-X7qQ4
الاغانى و الحكايات كتير مش
و مش عاوز اطول عليكى اكثر من كده
فى انتظار جواباتك
تحياتى
عليه الصلاة و السلام
بس أنا لسه بكتب رسايل بإيدي :)
و خطي طبعاً مش عايزه أقولك وقف عند رابعه إبتدائي :)
بالنسبة لي أكتر رسائل مُلهمه رسائل المناضل العاشق غسان كنفاني للأديبة غادة السمان..كانت بديييييعه حُب راقي و صادق بروح الثورة و طعم الوطن.. صحيح فرقتهم الأديان و الإلتزمات الإجتماعيه لكن بقيت الرسائل شاهده :)
مش عارفه هيكون التوقيت مناسب و لا لأ
أحداث البلد شغلانا كُلنا..ربنا يسهل(كلمة أبويا دي ;)
تحياتي لك
ذكرتني بالذي مضى
بس مرحش و انقضي
لسة مازالت عادة تجري في دمي (كتابة الجوابات) ليس للأحياء و الحقيقين فقط بل و للأطياف اللي ف خيالي و أصدقاء الطفولة الوهمييين :D
:D
انتظر جواباتك د .شرين
أنا في انتظارك ع رأي سومة
تحياتي لكِ
إرسال تعليق