الاثنين، 26 أغسطس 2013

الفاجِرة التقيّة

إنها المجنونة التي أُحِبُها
و العاقلة التي جننتني

إنها القاسية التي تضرِب و تسحل أبناءها بالنهار
و هي التي تحنو عليهم في ليلٍ كالح بلا نجوم
تضُمّهم تحت جناحيها الدافئين

إنها القاصية التي تدفِن في جوفها كل من قال (لا)
و هي من تمنح الشجاعة و العزم لرفض قولة (نعم)

إنها الظالمة التي تبطش و تقهر و تتجبّر
و هي المظلومة التي تولول و تبكي ظالمها على الأرصِفة

إنها الجميلة التي يطمع فيها الغِربان و الحِملان
و هي القبيحة التي ينبذها الأهل و الخِلّان

إنها الكبيرة التي تقود و تسود
و هي الشريدة التي تبحث عن حَضن يأويها و ضهر يسندها

إنها الضحكة الكبيرة المُدوية
و هي نشيج البُكاء العالي

إنها رعشة الشوق التي تعترينا
و هي السأم الذي يملأنا

إنها اللصّة التي تسرق أحلامنا
و هي الأمينة على مُستقبلنا

إنها من نُغنّيها و نكتُبها و نحكيها
و هي الملعونة من أهاليها

إنها النيل العظيم منبع العذوبة
و هي الجدول المالح موطن البلهارسيا

إنها آوية الكاذبين الأدعياء الآفاقين
و هي المرويّة بدماء المُخلصين

إنها الفاجرة التقيّة
و هي المُجرِمة المذبوحة

إنها الشاهقة التي لا تطولها يدّي
و هي المُتاحة لكل الأيادي الملوّثة

إنها حاميتي التي تنتظر حمايتي
وهي من تطرُدني و تشجُبني و تمحيني
إنها المُفرّطة في
و هي من لن أرحل عنها أبداً

إنها أقصى آمالي
و أقصى درجات يأسي

إنها الأُمنية
و هي وائدة الأماني

إنها القاتلة
و هي القتيلة



هناك 7 تعليقات:

Mahmoud Bahgat يقول...

لأول وهلة لم أفهم عن من تتحدثين و للحظة اعتقدت انك تتحدثين عن حب بين اثنين عاشقين و لكن ما لبثت ان فهمت انك عن مصر تتحدثى و يا له من وصف و احساس ذكرنى باغنية
"I Hate You Then I Love You"
http://www.youtube.com/watch?v=mL_MFVzhMZ0
فهى تحمل نفس التضاد الذى نعيش فيه بين ان نتحملها لإنها أمنا و ليس لنا خيار فيها و بين ان نتركها لغيرنا يعبثوا بها

دامت كلماتك و واحساسك

أحمد عبد الحميد يقول...

إنها مصر

ابراهيم رزق يقول...

إلام نجئ ثم نروح لا جئنا ولارحنا

إلام نعيش ثم نموت لاعشنا ولا متنا

هو المنفى إذا كان البقاء قرين أن نفنى

يتامى نحن ياأطيار

دعوا الآهات للأشجار

فقد جزت بلا منشار!

علام نبتنى الأعشاش والحيات فى الأعشاش

إلام نسير كالعميان والممشى طريق كباش

وفيم الخلف كم منا قتيل مثل من عاش

هو الحتف الذى يصمى برغم الضوء جيش فراش

نسابق للخلاص النور

فنغدو فى لظى التنور
نجيب سرور

على اسم مصر

هل مصر موميا جميلة صورتها فوق النعش

يعشقها مجنون ينادي عليها ولا تطلعش

هل مصر نار صفصفت والنفخ فيها محال

والأرض نشعت على رمادها استحال أوصال

سألت أنا الرافعي كان عجٌز ولا بيسمعش

لكن عينيه كانوا يحكولي قصص ما اشبعش

يقولولي ماتخافش مصر بخير وعال
عجبى ؟؟
جاهين

زى ما قال الجبرتى و زى ما قال شاهين
ماتخافيش مصر بخير وعال

تحياتنى

Unknown يقول...

محمود بهجت:

إنها بالفعل قصة عشق..بعذاباته و حلاوته..
و حتى لو لم تكن لي أُم و لم تعتبرني إبنتها فسأعتبرها أنا حبيبتي..

تحياتي الدائمة لك محمود

Unknown يقول...

أحمد عبد الحميد:

إنها مصر :)
أنا بالفعل قافلة حسابي على الفيس بوك من شهور..و سعيدة بتواصلك هنا

تحياتي لك

Unknown يقول...

إبراهيم رزق:

مش عارفه بس أنا مُحبطة بشكل كبير

شكراُ على هديتك الشعرية جميلة كالعادة

تحياتي و كل التقدير لك

Mostafa gazar يقول...

انها الحقيقه المره ....