الأربعاء، 25 يناير 2012

هنــ عيد الثورة



تضاربت مشاعري في هذا اليوم فلم أعرف عن ماذا أتكلم عن أملي في غد أفضل و ثورة مكتمله..أم عن يأسي من ثورة لم تكتمل..عن عام مضى من الترهيب و زرع الخوف و حب الإستقرار المغلف بالأنانية و الجُبن في قلوب الناس..أم عن عام مضى من التضحيات و الترابط في الأزمات و المضي في الصعاب من أجل تراب الوطن.


أتذكر هذه الليله من العام الماضي..حوار قصير مع زوجي قال (يا رب تكمل) سخرت منه بيني و بين نفسي فكان تصوري إنها ليست أكثر من مظاهرة تنتهي بالإعتقالات أو فضها سلمياً على أحسن تقدير..لا أنسى أمي و هي تقول بإصرار (هيمشي يعني هيمشي)..عندما مات أول شهيد في السويس أدركنا أننا لن نسكت فجرح خالد سعيد كان لايزال ينزف..عندما تعامل الأمن معنا بالأسلحة و القنابل و العنف أدركنا أننا الأقوى..عندما لم يظهر المخلوع إلا متبختراً في اليوم الرابع بعد أن حُرق مقر حزبة الواطي..أدركت أنه لم يعد فرعون...و عندما أطلقوا علينا المجرمين أدركنا أننا نستطيع أن نحمي أنفسنا و أن اللعب على (الإستقرار) هي الخطة القادمة.


أتذكر دموعنا على الشهداء المقتولين بطرق وحشية و دون ذنب و كلهم في أعمار الزهور..مصر ضحت بأجمل ما فيها من أجل أسوأ ما فيها...لا لا مصر دائماً تضحي و لازالت تدفع من دماء أبناءها الشرفاء كل يوم من أجل عزة و كرامه ستأتي يوماً ما..أنا لن أنسى وجوه الناس يوم التنحي..لن أنسى شعور الولادة من جديد..شعور من نزع ورم خبيث و أصبح معافى..شعور الفخر و الفخر و الفخر بثورة نظيفة و منظمة بإيادي كافة أطياف الشعب.


أقحمت مغصوبه على السياسه..كتبت كثيراً..لكن توقفت منذ شهور عديده..مع إزدياد الغزوات و المواقع و المصائب (إمبابة, العباسية, كشف عذرية الفتايات, ماسبيرو, محمد محمود, مجلس الوزرا) لم يسعفني قلمي كثيراً كانت مشاعري أقوى..ليس لي في الحوارات السياسية و الأحزاب و التوجهات..أنا مجرد مصرية مع الثورة و ضد الإستقرار الملطخ بالدماء..و مهما إختلفت مع أصدقائي(وهو ما يحدث طول الوقت مع الأسف أكاد أشعر أنني الوحيده مع الثورة في مجتمعي) فأنا واثقة بأنه سيأتي اليوم الذي يؤمن كل الناس بضرورة إستمرار الثوره في إتجاه الإصلاح والحُرّية و العدالة الإجتماعية.


أتمنى أن يعود حق الشهداء و أن يقتص من كل مذنب..أتمنى أن نتفق و لا نختلف و نفكر بإتجاه واحد و هو حب مصر و الرغبة للعيش فيها بكرامه..أتمنى أن يستحق كل ذي منصب ثقة الناس فيه..و أن ينجح البرلمان الجديد في كسب هذه الثقه..أتمنى أن نؤمن بحقوقنا و نفكر بغيرنا و ندرك أن إهانة الفرد هي إهانة للوطن و نتوقف عن جلد الثوار..أتمنى أن نختار رئيساً مُعبراً عن كل أطياف الشعب و لا يمثل جماعه بيعنها.


و الآن و قد تمت الثورة عامها الأول, أشهد أنني طيلة هذا العام لم أصاب بالقلق أبداً و لم أشعر يوماً بأن البلد تحترق أو تنهار أو يصيبها الخراب..لم أخف و لم يشغلني أو يؤرقني وجود بلطجية أو إنعدام الأمن أبداً..ربما حزنت..غضبت..إشتعلت..لكن قلبي مازال مطمئن و عامر بطاقة هائلة من حب مصر..أما ما بات أكيداً هذا العام أن التمرد على كل ما يضايقني أصبح هو حالي و سيظل مستمراً..


ميدان التحرير صباح 25 يناير 2012


هناك 9 تعليقات:

FAW يقول...

عجبني قوي مقولة والدتك . . صمود غير عادي قصاد مؤثرات غير عادية لعقود . . تحياتي

ملاحظ أنا فعلا إنك أقحمتي في (الكتابة عن ) السياسة ، وإنك بتقاومي بالعافية :)

هستلف برضو مقولة زوجك المحترم (يا رب تكمل )

:)

محطات ثقافية يقول...

بصمود الأبطال تحق الحلم وانكسر القيد وعلت الفرحة والوجوه
رحم الله شهادك مصر ولتعش مصر حرة بشبابها دوما
هنيئا لكم

eng_semsem يقول...

ربنا يرحمهم جميعا ويتقبلهم شهداء
ويارب نحس بالمان في بلادنا وعلى اهلنا واخواتنا ونبدا نبني ونعلي ونجعل مصر احسن واجمل
تحياتي وعام سعيد على الجميع

ليلى الصباحى.. lolocat يقول...

أتمنى أن يعود حق الشهداء و أن يقتص من كل مذنب..أتمنى أن نتفق و لا نختلف و نفكر بإتجاه واحد و هو حب مصر و الرغبة للعيش فيها بكرامه..أتمنى أن يستحق كل ذي منصب ثقة الناس فيه..و أن ينجح البرلمان الجديد في كسب هذه الثقه


وهذا ما يتمناه الجميع واشاركك كل حرف ومشاعرك المصرية الرائعة

وياااااااااارب ياشيرين تكمل بقى الثورة وكل مجرم يعاقب على اخطائه ونقتص لشهاداءنا و نرى حاكم لمصر عادل ويخاف ربنا

تحياتى لك اختى الغالية

مها البنا يقول...

تعرفى يا شيرين ؟؟ أنا عكسك .. جه عليا وقت ودعيت يارب الثوره تكمل لانى حسيت انها بتتسرق وبتتوزع .. لكن بعد الأحداث الاخيره فى محمد محمود والمجمع العلمى .. عرفت انها هتكمل هتكمل ان شاء الله .. لأن الشباب واعى وشايف وفاهم الى حد كبير .. أنا نفسى فوجئت بيه رغم انى اصبحت اظن الا شئ على الاطلاق ممكن يثير دهشتنى .. أما عن اصدقائك المعارضين .. ففيه منهم للأسف كثير .. لكن بكره يعرفوا اننا صح

بوست من القلب .. يمكن اقلدك واعمل بوست احكى فى ذكريات عام من الثوره

يا عالم :)

مها البنا يقول...

على جنب .. انا متشكره قوى انك حجزتيلى نسخه من الكتاب .. أنا بإذن الله نازله مصر اول مارس واكيد هنزل القاهره اظبط ورق الدكتوراه والكلام ده فى الجامعه .. إن شاء الله اشوف طريقه معاكى عشان اخده منك .. وأتمنى لو كانت فرصه للتعارف الشخصى

تحياتى يا قمر

سواح في ملك اللــــــــــــــــــه- يقول...

مقال جميل جدا يادكتورة

كلنا كنا مع لثورة

وكلنا مع اخذ حقوق الشهداء

بس انا عندي قناعة ان مصر ليست في حاجة

الي شهداء جدد حتي يعود حقوق الشهداء

القدامي

فبعد الثورات يأتي دور السياسة للتفاوض من اجل الحقوق

ولكن للاسف كل النخب السياسية

اخذت دم الشهداء عنوان للوصول الي الحكم

((التشتت والتشرذم لايعيد حقوق ولايأتي بها ))

ابراهيم رزق يقول...

اختى العزيزة

بأذن الله ستستكمل الثورة
طالما مصر غنية بهذا الشعب الملىء بالشباب الواعى
عشرات المسيرات من مختلف انحاء القاهرة بمئات الالاف لا يحتفلون و انما يستكملون
اما من يفرحون و يحتفلون حاليا فانا قلت لفاتيما لو كنت انتخبت الاخوان بعد هذه الاحتفالية التى لا ينقصها بلا مبالغة الا راقصة كنت انتحرت امام منصتهم
لكن الشباب الواعى يستكمل المسيرة حتى و هم جالسون على البورصة اقاموا مظاهرة
غدا افضل بأذن الله

Unknown يقول...

إزيكم :)
هرد على التعليقات قريب إن شاء الله بعتذر جداً.
كل التحية و الود لكم