الأربعاء، 4 أغسطس 2010

رائحة رمضان


قلبي يُرفرف مجرد أن يتردد إسمه أو أسمع أغانيه حتى التنويهات عن مُسلسلاته و برامجه تُسعدني بالرغم من أن كثير من الناس يهابون إقترابه لإضطرارهم لشن حملات هائله من النظافه و الترتيب من الداخل و الخارج و يحمل الكثير هم الجوع و العطش و النسكافيه إلا أنه يُعد أكثر شئ أشتاق له طوال العام أو بالأحرى بمجرد أن ينتهي, ليس فقط لقدره الديني و مكانته بين الشهور و ما خصّه الله به من نعم المغفره و الرحمه و العتق من النار فبجانب حلاوه الإيمانيات و الروحانيات التي تملأنا في هذا الشهر الكريم فله عندي بالأخص حلاوه أُخرى و بهجه تجتاحني و كأني طفله صغيره مُقبله على شخص تُحبه إنه رمضان.

هناك أصوات نُحبها كثيراً و تظل في آذاننا لا ننساها مهما مر الزمان قد تكون ليس لها معنى عند غيرنا لكن عندنا لها أجمل المعاني مثل صوت مفاتيح أبي وهو يفتح الباب عائداً من العمل فيرقص قلبي و أأتي راكضةً لأكون أول من في إستقباله و أحكي له كل ما حدث خلال النهار قبل حتى أن يأخُذ أنفاسه من الطريق, صوت حارس المدرسه و هو يُنادي على إسمي إيذاناً بأن أبي قد جاء فأطير أنا فرحه, صوت الخراف ليلة العيد كانت تُخيفني في طفولتي فأظل قلقه طوال الليل أما الآن فهي تُسعدني كثيراً, صوت تكبيرات الصلاه في الأعياد يجعلني أبتسم لا شعورياً, صوت غناء إبني و حفيف إبنتي و هي تزحف مُسرعه بإتجاهي فيضحك قلبي الذي إقتسماه.

أما أصوات رمضان فلها طابع خاص عندي, بداية من الأغاني المُميزه مثل (رمضان جانا) و غيرها التي تُداعب مشاعري ,آذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت و الذي يعني لي حُضن مصر الدافئ, صوت صلاة التراويح الذي يملأ الشوارع بعد الإفطار فيُنزل السكينه في نفسي, و صوت المسحراتي , نعم مازال موجود ومازلت أسمعه في ليالي رمضان و هو يدق دقاته المُنتظمه يُذكر الناس بالسحور و يُذكرني بأنني أخيراً أستطيع الإستمتاع بأجواء رمضان بعد مُضي أيام الدراسه و الإمتحانات التي كانت تتزامن معه.


صحيح أنني في طريقي لأفقد حاسة الشم لا أعرف لماذا لكني لا أنسى رائحة طعام أمي خاصةً الحمام المشوي, الفتّه, المسقعه و الكريم كراميل و الكيك, لا أكاد أتذكرها حتى أتضور جوعاً, رائحة حُضن أمي رائحة حنان و حب صافي لا تشوبه شائبه , رائحة أول عطر إستخدمته و مازلت أحتفظ بالزجاجه لأُشم فيها رائحة الصبا , رائحة الهواء بعد المطر تملأني بعبير الحُريه, رائحة عطر زوجي عندما كان خطيبي كانت تملأ أنفي فتظل تُذكرني به حتى أراه مره أُخرى لا أنساها أبداً , رائحة الورود البلدي الحمراء التي كان يحملها لي تُنعشني كلما تذكرتها.


أما رائحة رمضان فليس لها مثيل رائحة البُمب و الصواريخ , رائحة سلم العماره قبل الإفطار بساعات تجعلني لا أُصدق لماذا تُبدع السيدات بالطهو في هذا الشهر بالذات , رائحة قمر الدين و القطائف و الخُشاف الذين لا يظهروا إلا في رمضان , رائحة الكحك الذي نتعهد كل مره بألا نأكله إلا صباح العيد و لكن لا نستطيع إلا أن نبدأ في أكله بمجرد شراءه, رائحة الود و التآلف التي تجمع الناس على موائد الطعام و الصخب الذي يملأ المنازل عند تجمع الإخوه و الأبناء و الأحفاد, إنها أجمل رائحه في الدنيا رائحة رمضان.

هناك تعليقان (2):

Maged.Elsabbagh يقول...

و أيضاً تجمعات العائلة التي نادراً ما نراها مجتمعة إلا في هذا الشهر الكريم

Sharif يقول...

yaah wala zaman.. da agmal ma kara2t men zaman