إن كل إمرأة تحتاج إلى كفي صديق
كُن صديقي
حبيبي الصديق أو صديقي الحبيب،
أكتب إليك رسالة أعرف أنك ستكرهها في البداية، فأنا أعرف أنك تكره أن أهديك تلك الأغنية، لكن حاول أن تفهمها منّي، عندما كنت أسمعها قديماً كنت أتوقف أمام كلماتها كثيراً، تصورت في البداية أنها ترفض حُبه بالطريقة التقليدية التي تستخدمها النساء، "فلنبق أصدقاء" وهي تُقال حين لا تريد أن تخسر الفتاة أحدهم، فهي لازالت تريده في حياتها لتستمتع بحبه دون قيد أو شرط، هكذا هُنّ النساء، لكن عندما أحببتك تغير مفهومي للأغنية وكأني أسمعها لأول مره...
أتعرف لماذا أحببتك؟ إنه البراح...كُنا هناك صديقين، نتحدث بحميمية، نحكي الأسرار دون خوف، كنا كطيرين نحلّق في خفة لا نكترث بشئ طالما أن أقدامنا لا تمس الأرض، كنا نؤكد دوماً أننا أصدقاء، وكأننا نخشى الإعتراف بالحُب فنؤجله ونحتمي بمظلة الصداقة، حتى فاضت مشاعرنا وماعادت المظله تحمي أجسادنا من ماء الحُب، فهو لم يأتينا كمطر أو سيل، لكننا كنا نتعرّق حُباً، ولم تستطع مظلات الكون أن تحمي جسدينا من الغرق عشقاً.
هواياتي صغيرة .. واهتماماتي صغيرة
وطموحي أن أمشي .. ساعات معك
تحت المطر
عندما يسكنني الحزن ..
ويبكيني الوتر
كنت أجرؤ وقتها أن أقُصّ عليك همومي وأشاركك أشجاني، وكنت ترمي بذنوبك أمامي دون خجل، حتى تلاشت صداقتنا بإسم الحُب وحقوقه وأوامره ونواهيه، أنا لم أكن أطمح في قصة عشق من وجع وفراق ولقاء، أردتك هُدنة من الحياة، صديق بدرجة حبيب أو حبيب بمرتبة صديق، أردت أن أمشي معك يدانا متعانقتين وقلوبنا تفيض بما بها، لكنك بغرور الرجل أبيت، وبسطوة حبك تحكمت بكل خيوطي، فما عدت قادره على التحرك، هربت من قيودي لك فوجدتك أكبر قيد، أين راحتنا يا حبيبي بين القصص المعلّقه والغيرة والعتاب؟ أين هواياتنا التي كنّا نشاركها؟ أين طلبك لرأيي ولجوئي إليك؟ لماذا لم يعد بيننا إلا فورة عشق أو جمود خلاف..كلمات الغزل أو صمت العقاب؟ أين البراح الذي كان بيننا؟
أنا محتاجة جداً لميناء سلام
وأنا متعبة أنا متعبة من قصص العشق وأخبار الغرام
فتكلم .. تكلم.. تكلم..
تكلم
لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام
أتعرف..الحُب بدون صداقة مُسمم يقتلنا ببطأ، أنا لا أريد أن أشعر بالإحتياج وأنا بين يديك، وأموت إن شعرت أن غيري قريبة منك، كُن صديقي يا حبيبي لا تكن حبيباً يثير الغيرة ويشعل الأشواق فقط، إشعل نيران شغفي كما تشعل نيران شوقي، وإجعلني حبيبتك الصديقة، لا أريد أن أنام على صدرك فقط، أريد أن أنام بتفكيرك، لا أريد أن أسكن حُضنك فقط، أريد أن أسكن منطِقك وجنونك، أريدك أن تحدثني حديث عقل لعقل فأنا لست دُميتك الجميلة، عندما أسقيك من دلالي وأداعبك بطفولتي هذا لا يعني أني أقل نضجاً وثقافة عن غيري من النساء، إنما العشق عندي برّي تنتفي معه الثقافات، لكن عقلي يشتاق لحوارك وجذبك في كل الطُرق.
ولماذا تهتم بشكلي .. ولا تدرك عقلي
كُن صديقي
إن إفترقنا يوماً كُن صديقي، وإن بقينا ننهل من حُبنا كُن صديقي، إن قسوت علي كُن صديقي، وإن لعب الغرام بقلبك كُن صديقي، لا تكذب علي خشية غضبتي فقط كُن صديقي فحُبي لك أبدي لن تنهيه غضبة حُب، إن إحترت إطلب رأيي وكُن صديقي، وإن أردت أن أبكي من الدنيا دع لي كتفك أبكي فوقه وكُن صديقي، إن أردت أن تُحدث نفسك حدثني وكُن صديقي، وإن أردت أن أهذي أمامك إسمعني وكُن صديقي، أنا لا أريد أصدقاء غيرك، فكل صداقة غيرك قشرة وأنت العُمق والقلب، فيا حبيبي يا أول من عشقت..كُن صديقي.
ليس في الأمر إنتقاص للرجولة
غير أن الشرقي
لا يرضى بدور
غير أدوار البطولة!!
كُن صديقي
كُن صديقي