القصقوصة الرابعة (بحب نفسي)

أجازة...ماذا تعني كلمة أجازة ألا أذهب للعمل, أن أصحى براحتي, أن لا أقوم بأي نشاط, أمممممم مخطأ من ظن هذا فالأجازة كلها أعمال و مشاوير مرهقة لا نكاد ننتهي منها حتى نشعر أننا بحاجه لأجازة حقيقية أجازة من الأجازة, نكتشف أن نهاية الأسبوع مرت و لم نحصل على أجازة بعد.

في هذا اليوم نحن مدعوين على الغذاء عند أسرة زوجي , والدته قريبة جداً لقلبي أنتظر زيارتها بفارغ الصبر, الكل يأكل بمرح و الأحاديث تتدفق بين الجميع, أنا لا أستطيع مشاركتهم الأحاديث بسبب إنشغالي في إطعام إبني, حماتي تقول كل دقيقة "آمن عايز ياكل..أكليه" " آمن خلّص...إديله معلقه تانيه" أستمر في إطعامه حتى يشبع و ينتهي الجميع و أنا لم أأكل بعد حماتي تقول "إنتي لسه ماكلتيش...لازم تاكلي" أُفضّل ألا أتناول الغداء عن أن أجلس وحيده على السُفره.

في المساء يقرر زوجي أن نذهب جميعاً للنادي, يجلس الجميع يتبادلوا الأحاديث المختلفه ماعدا أنا لا أجلس, أتابع إبني أتعقبه و هو منطلق في كل مكان حماتي تقول "آمن عايز يشرب" " آمن عايز يغير" "آمن عايز يلبس جاكت عشان ميبردش" "آمن عايز يغسل وشه" حاضر حاضر حاضر.

بعد ساعات من تلبية مطالب آمن و اللهث وراءه في كل مكان وضعته بين يدي حماتي التي أمطرته قُبُلاً و قلت مبتسمة و أنا أبعد "آمن عايز يقعد مع جدته شوية", مشيت جريت هرولت بعدت عن عيون الجميع و كأني أصبحت عصفور صغير يطير ثاقباً الفضاء, إلى أن إطمأنيت أني وحيدة في أمان فميشت بتؤده و هدوء حتى وصلت للكافية, طلبت حلوى الباباز الذي أعشقه و شرعت أأكله  بمنتهى البطأ و الإستمتاع دون أن أشعر بأي شئ حولي سوى ذوبان الكريمه و الكيك المحلى في فمي ثم شربت موكا مثلجة بالتوت أرتشفها شفطه شفطه و أنا شبة مغمضة العقل في سبات عميق ينقلني إلى منطقة أخرى من اللا وعي بعيداً عن الأرض.

إنتهيت عدت و أنا في حالة إنتشاء عالي تعجب الجميع من السعادة الغير مبرره التي ظهرت على وجهي, و بادرني زوجي بالسؤال أين كنت, أجبته أني كنت أبحث عن الحلوى المفضله لآمن, أعطتني إياه حماتي و هي تقول "آمن عايز ينام"...
أحياناً أحتاج أن أجلس مع نفسي, أحب نفسي, أدلل نفسي حتى أستطيع أن أهب حبي للجميع.