القصقوصة الثالثة (وصلتك رساله)

بيحب الخروج و الضحك و السفر و الجيم طبعاً, بيهتم بنفسه جداً لبسه مهندم و عصري, شعره كمان بيصففه بشكل جذاب جداً, شخصيته مرحه متزنه متدين بغير تذمت, خفيف و روش بغير تفاهه, متسامح جداً و صاحب صاحبه, بعيد تماماً عن السياسة و لسه مخلص إمتياز طب عين شمس....يا بنات متفهمونيش غلط ده مش عريس...ده أحمد سامي...أخويا الصغير هو صغير عني صحيح بس يفصّل مني أربعة.
دائماً الناس بتقول اننا بنشبه بعض مع ان كل الخطوط العريضه في الشكل بينا مختلفه تماماً بس مرات كتير بخبط في ناس معرفهومش و يقولولي (إنت أخت أحمد سامي؟) بعمل فيها قدامه اني متغاظه و اني أكيد أكيد أجمل منه بس بصراحه من جوايا ببقى مبسوطه عشان "مين ميحبش أحمد؟"
يوم 27 يناير كنا كلنا متضايقين و أحمد كان مبيفكرش ينزل عشان أسباب كتير, عنده مستشفى و الموضوع بالنسبه له مظاهره و هتنفض و نرجع كما كنا...بس منظر الشباب اللي بيتضربوا و يتجرجروا على عربيات الداخليه كان بيستفزه جداً, تاني يوم أحمد نزل و إتخنق بالغاز وإترش بالميه  شاف الشباب و هما بيتهانوا , حس بغضب الناس و القهر و المذله اللي احنا عايشين فيها و من يومها قرر انه هينزل كل يوم لحد ما يبان آخر...عرف و عرفنا كتير عن السياسه يمكن كنا موافقين من أول لحظه على الثوره و المظاهرات عشان كنا شايفين معاناة الناس و تأخر البلد و كل المثقفين نفسهم يهجوا منها و كل الحرامية بيسرقوا أكتر و المنتفعين بيستفيدوا أكتر و البسطاء بيتطحنوا أكتر بس مكناش مدركين كوارث تانيه كتير بينتها الثوره.
بعد الخطاب التاني أحمد كان هناك و مر بلحظات تردد زينا كلنا و روّح البيت طلبت منه إنه مينزلش تاني يوم لحد ما نفهم إيه اللي بيحصل بس ماسمعش كلامي و كان هناك من بدري....الغريب ان والدي شاف باصات كبيره متجهه للميدان مكتوب عليها (هيئة البترول)!!, و شاف كمان (بحكم سكنا في حي الدقي القريب من الميدان) بلطجية ماشين بيقولوا "إحنا هنوريهم رامي الإعتصامي و توتو و لولو دول" ده غير إن صديقتي اللي كانت في شرم الشيخ عرفت من شباب هناك انهم بيشتغلوا في تكسير الجبال و نقل الحجاره بسيارات لميدان التحرير!!
أحمد سمع ان في مظاهرة هتجيلهم في الميدان تمسك أكتر بموقفه و قال في نفسه إيه يعني إحنا وقفنا في وش الشرطه مش هنقف في وش ناس مدنين, بعد شوية لقى الناس بتجري بتجري جري معاهم لحد ما وصل عند سور الميدان و هو بينط عشان يلحق يهرب من أبو لهب و أعوانه و خيله و جماله, وصلته رساله نصها كالآتي " من إيجبت لوفرز...ندعوك للإنضمام في مظاهرة هتنطلق إنهارده الساعه 3 الظهر من ميدان مصطفى محمود للي خايف على مصر و عايز إستقرار"....!!!!
أحمد طبعاً في اللحظه دي كان نفسه يحدف الموبايل و محسش بنفسه غير و هو بيشتم و يجري و يشتم...قضى اليوم في المستشفى الميداني يحاول بالإمكانيات المتاحه إنه يساعد المصابين لكن للأسف القتلي و اللي فقدوا عنيهم كانت أعدادهم في إزدياد و مكانوش قادرين يستعينوا بسيارات الإسعاف اللي كانت بتيجي لأنها كانت بتنقل المصابين على مستشفيات أمن الدوله..!
كانت مهزله بكل المقايس و أحمد رجع و كل هدومه حتى حذاءه دم...إتغسلت الهدوم و راح منها الدم لكن أحمد مفضلش زي ما هو إتغير من اليوم ده مبقاش بيحب الضحك و الهزار...مبقاش متسامح و قلبه أبيض زي زمان...مبقاش بيستمتع بالخروج و السفر...لما بيسمع عن مجموعة آسفين يا ريس و آخر إصدارتها بيصاب بالغثيان...أحمد إتغير نفسي بقى حال البلد يتغير هو كمان.
إدعوله بقى عشان عنده إمتحان مهم أوييييي