لا أعرف متى و لا كيف تغيرت عندي بعض المرادفات..و أصبح كل موقف في الحياه له أكثر من بُعد و أكثر من تحليل, تماماً كوجهات النظر المتضاربه حيال المواقف السياسية, و لكني أزعم أن كثرة المترادفات جعلت مفراداتي أغنى كما جعلت مني إنسانه إلى حد ما كئيبه, لم أعد كما إعتدتني, يبدو أن التفكير يكسبنا عبوس, و يبدو أن العقل يأخذ الكثير من طاقة القلب, و لكني لازلت أُفضل التفكير بقلبي, حتى و إن آلمتني نبضاته المُرهقه.
الحُب: إعتدت أن أظنه عاطفه تجمع بين إثنين متناسبين, نعم متناسبين! و كأن العاطفه لها شروط! و كنت أظن الطريق الممهده المُضيئه هي الطريق الوحيده للحُب الصحيح...يا له من مصطلح أحمق "الحب الصحيح"
لم أدرك أبداً أن الحُب هو أن تعشق ما كنت تظن نفسك تكرهه..و أن طريق الحب دائماً محفوف بالخطر و مع ذلك لا نبالي..الحُب الحقيقي لا يبالي بالمصاعب و يعيش بأمله الصغير بين قسوة الواقع, أشواك اليأس و الحرمان و ظُلمة الغياب.
التسامح: كنت أعتقد أن التسامح هو أن تعفو و تغفر ذلات حبيبك..
لم أدرك أبداً أن التسامح هو أن تمحو مصائبه و تتجاوزها كأنها لم تكن..لمجرد أنه عاد عنها...التسامح صعب لأنه يحتاج لقلب يجيد النسيان.
الغدر: كنت أظن أن الغدر هو أن يؤذيك أقرب الناس إليك على غفلة منك, يطعنك في ظهرك.
لكني إكتشفت أن الغدر هو أن يؤذيك القريب منك مع سبق الإصرار و الترصد, و هو يعلم و يدرك جيداً ما سيحل بك من وجع و مع ذلك يطعنك بغير رفق.. في صدرك..دون أدنى محاوله لتضميد جرحك. و لو كذباً.
الإخلاص: كنت أرى الإخلاص هو ألا يخطر آخر في بالك مادمت قد إرتبطت بعاطفة الحُب و رباطه المقدس.
و إكتشفت أن الإخلاص ليس أن تعيش و تموت و أنت مصوب عينيك على حبيبك, الإخلاص هو مقاومتك عندما تتعرض لجذب الآخرين..أنت لست مخلصاً لأنك عشت حياتك دون التعرض لإغواء..أنت مخلص لأنك تجنبت وقاومت وكنت أقوى.
الغيره: كنت أظن الغيره هي سؤال واحد "كيف تنظر لغيري و أنا هنا..ألم أكن الأفضل عندك دوماً"
حتى إكتشفت أن الغيره ليست من أجل ذاتك التي لا تُخان ولو بالنظره..الغيره من أجل حبيبك الذي لا تتخيل أن يشغل قلبه غيرك حتى ولو للحظه عابره..أنت لا تمتلكه و إنما تمتلك الدنيا بحُبه...و تخاف أن تخسر دنيتك.
الحنان: كنت أظنه فعل الطبطبه و كلمات المواسه في لحظات الحزن...وقلب يخاف عليك عموماً.
لكني أيقنت الآن أن الحنان هو عطاء غير مشروط من المشاعر..و إن لم يأتِ في أكثر لحظات إنكسارك و من الشخص الذي تسبب في ألمك..فلا قيمة له.
القسوة: إعتدتها قسوة الزمن, قسوة الأب عندما يمنع و الأم عندما توبخ..الحبيب عندما يجرح...و البشر عندما يكرهوا.
و لكني إكتشفت لها مرادف أقوى, القسوة هي الإهمال.
العذاب: كنت أظنه أن يجرحك أحدهم بقول أو فعل.
لكني أيقنت تماماً أن العذاب هو أن تتمادى أنت في تعذيب نفسك و لومها أو بأن تحبسها بين جدران ماضي إنتهى أو في إنتظار مضني لمستقبل آت.
الخوف: من البشر من غضب أحبائي من بطش القساه, من كل شئ أجهله..و من التوهان..أخشى التوهان.
لكني أدركت أن الخوف هو الخوف من الله و فقط..إنه أشد خوف..و ما دونه لا يستحق.
السعاده: كنت أراها في وجودي مع من يحبوني..بينهم..يدفئوني بصدق مشاعرهم.
و إكتشفت أن مهما توفرت الأسباب من النجاح و الحب لا سعاده بدون رضا.
********************
تحت ظروف ملخبطه و غريبه مريت بيها السنة اللي فاتت.. كان في كتابين إشتركت فيهم بأعمال.. و تم بحمد الله نشر الكتاب الأول منهم الأسبوع اللي فات..يمكن مقدرتش أتابع مع القائمين على الكتب بشكل كافي لكن ده ميمنعش سعادتي بولادتهم :)
الكتاب إسمه "صندوق ورق" و مشاركتي فيه بقصة قصيرة إسمها "نُطفَتُهُ"
مشارك في الكتاب العديد من الكتاب و المدونين المعروفين أبرزهم زميلي و صديقي العزيز الدكتور مصطفى سيف, و صديقتي الجميله دينا محمد "بنت من الزمن ده" المدونه الجميله آيات مختار "أحاسيس أيوشه"و العزيزه رحاب صالح, و صديقتي آيه محمد , و الرائعه ساره درويش "بنوته لاسعه", و صديقتي نهى صالح, فاطمه عبد الله و بسنت خطاب و حوريه محمد, والكاتب محمد الناغي و الشاعر خالد ناجي وأكتر من 50 كاتب بيقدموا خليط رشيق من القصة و المقال و الخاطره.
بدعوكم لحضور ندوه تناقش الكتاب بدار الأوبرا المصريه, المجلس الأعلى للثقافة بحضور الدكتور/ سعيد توفيق أمين عام المجلس الاعلى للثقافة يوم الأربع 19/12/2012 الساعه 6 مساء التفاصيل هنـا
و هنــا صفحة الكتاب
يسعدني تشريفكم أكيد :)